قالت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين في السودان، إن استمرار القصف المدفعي والجوي الذي تشنه مليشيا الدعم السريع على المناطق المدنية خلف “مجازر مروعة”، في مراكز الإيواء والأسواق والأحياء السكنية في إقليم دارفور ومناطق أخرى بالبلاد.
ودعت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في بيان، مساء الجمعة، إلى التوقف الفوري عن استهداف المدنيين، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإنقاذ حياة ملايين السودانيين، على ما نقلت صحيفة المشهد السوداني،
وكانت شبكة أطباء السودان أعلنت الجمعة عن مقتل 10 مدنيين وإصابة آخرين جراء قصف صاروخي لمليشيا الدعم السريع على معسكر شالا بولاية شمال دارفور.
وأدانت الشبكة في بيان استمرار عمليات القصف الصاروخي على معسكرات النزوح والمستشفيات ومواقع تجمعات المدنيين بولاية شمال دارفور.
مخاوف من الإبادة تتزايد في مخيم زمزم بالفاشر
في غضون ذلك، قالت صحيفة “سودان تربيون”، إن مخيم زمزم في مدينة الفاشر يخيم عليه ظلال القلق والخوف من مجزرة جديدة، قد تشنها مليشيا الدعم السريع على المخيم كما ارتكبت سابقًا مجزرة في الجنينة، حيثُ اتهمت بالتطهير العرقي والإبادة الجماعية.
وقالت الصحيفة السودانية، إن هذه المخاوف تفاقمت على إثر مزاعمُ الدعم السريع بأن سكان المعسكر موالون للقوات المُقاتلة في الفاشر.
وقد أكد عضو في غرفة القيادة والسيطرة للقوة المشتركة لسودان تربيون وجود مخطط لدى الدعم السريع لتفريغ معسكر زمزم من سكانه عبر القصف المدفعي، تمهيدًا لاجتياحه والسيطرة عليه.
ويأتي ذلك ضمن مساعي مليشيا الدعم السريع لإسقاط مدينة الفاشر، حيثُ يمثل المعسك المنفذَ الوحيد لإمدادات الغذاء القادمة من مناطق خزان جديد بولاية شرق دارفور وشرق جبل مرة، الخاضعة لسيطرة حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور.
وكشف المصدر عن وجود حشود ضخمة للدعم السريع تتمركز حول قرى محلية دار السلام جنوب الفاشر، بالإضافة إلى بلدة أبو زريقة وشنقل طوباي، مما يشير إلى نيّتها التقدم نحو معسكر زمزم.
ومنذ أبريل 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان ومليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب حميدتي إثر تمرد الاخير ضد الحكومة السودانية.
وتسيطر الدعم السريع بشكل شبه كامل على إقليم دارفور ومساحات واسعة من منطقة جنوب كردفان ومعظم وسط السودان، بينما يسيطر الجيش على شمال وشرق البلاد.
وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف وشردت أكثر من 11 مليون شخص وتسببت بما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة.