قالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الجمعة، إن أكثر من ألف جندي كوري شمالي قتلوا أو أصيبوا أثناء قتال القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية خلال الأسبوع الماضي، واختار عدد قليل منهم الانتحار بدلًا من الاستسلام.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن الخسائر الفادحة التي تكبدتها كوريا الشمالية تعادل نحو 10% من إجمالي أعداد القوات التي أرسلتها بيونج يانج إلى روسيا.
وكان هذا الإعلان أحدث تحول في الجهود الأمريكية الرامية إلى انتقاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ونظيره الكوري الشمالي كيم جونج أون علنًا، بسبب إرسالهما قوات غير مستعدة وغير مجهزة جيدًا إلى خط المواجهة الأجنبي لمساعدة الجهود الروسية في حربها مع أوكرانيا.
وتطوع جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، بتقديم أحدث الأرقام الخاصة بالخسائر البشرية في صفوف كوريا الشمالية خلال مكالمة هاتفية مع الصحفيين. وقال كيربي عن الكوريين الشماليين: "آمل أن يقوموا بتزويد قادتهم بأكياس الجثث، لأنهم سيحتاجون إليها بكل وضوح".
وقال كيربي إن المسؤولين الأمريكيين لديهم تقارير تفيد بأن بعض الجنود الكوريين الشماليين انتحروا بدلًا من الاستسلام للقوات الأوكرانية، "على الأرجح خوفًا من الانتقام من عائلاتهم في كوريا الشمالية في حال القبض عليهم".
ولم يوضح كيربي كيف قد ينتحر الجنود الكوريون الشماليون، لكنه قال إن مسؤولي الإدارة يعتقدون أن القادة العسكريين الروس والكوريين الشماليين يعاملون هذه القوات على أنها قابلة للتضحية بها ويأمرونها بشن هجمات يائسة ضد الدفاعات الأوكرانية.
وبدأت القوات الكورية الشمالية في الوصول إلى روسيا هذا الخريف، واعتقد بعض المسئولين الغربيين في البداية أن هذا كان إشارة إلى أن الكرملين قد تواصل معها في حاجة ماسة إلى المزيد من الجنود. لكن وكالات الاستخبارات الأمريكية قالت هذا الشهر إنها توصلت منذ ذلك الحين إلى أن نشر القوات كان فكرة كوريا الشمالية وليس روسيا، رغم أن بوتين تبنى الفكرة بسرعة.
وتعاونت كوريا الشمالية بشكل كبير مع الوحدات الروسية التي تشن هجوما مضادا ضد فرقة من الجنود الأوكرانيين التي تسيطر على أراض في منطقة كورسك في روسيا منذ الصيف.
ولا يعتقد المسئولون الأمريكيون أن كيم تلقى أي شيء فوري في المقابل. بل يقولون إنه يأمل على ما يبدو أن ترد روسيا الجميل في المستقبل من خلال تقديم الدعم في النزاعات الدبلوماسية، والمساعدة إذا اندلعت أزمة، وتوفير التكنولوجيا.
فيلق العاصفة
وتنتمي القوات التي نشرتها كوريا الشمالية إلى فيلق "العاصفة"، وهي قوات خاصة تعد من بين الأفضل تدريبًا والأكثر تثقيفًا في الجيش. لكنهم لم يكونوا مستعدين بشكل جيد لهجمات الطائرات بدون طيار وللتضاريس غير المألوفة بعيدًا عن وطنهم المعزول.
وقال المسئولون إن العديد من القوات الكورية الشمالية يبدو أنها تعاني من سوء التغذية. كما أن الجنود الكوريين الشماليين ليس لديهم خبرة قتالية حقيقية.
ومع ذلك، فقد قدر المسؤولون الكوريون الجنوبيون أن كيم يبدو أنه يستعد لإرسال المزيد من القوات إلى روسيا، لأنه يرى في أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية فرصة لتعزيز طموحاته العسكرية والدبلوماسية.
وقال كيربي "يبدو أن هؤلاء الجنود الكوريين الشماليين مغسولي الدماغ إلى حد كبير، ويدفعون إلى شن الهجمات، حتى عندما يكون من الواضح أن هذه الهجمات غير مجدية".
في أغسطس، تقدمت القوات الأوكرانية إلى داخل الأراضي الروسية في منطقة كورسك، الأمر الذي صدم الكرملين وفاجأ حتى الولايات المتحدة. وكانت هذه هي المرة الأولى منذ عشر سنوات من القتال بين البلدين التي تسيطر فيها القوات الأوكرانية على أراض روسية، بما في ذلك أثناء الغزو الروسي الكامل في عام 2022.
وعبر المسئولون الأمريكيون في البداية عن تشككهم في حكمة التوغل الأوكراني وقالوا إنه قد يكون استنزافًا للموارد التي تشتد الحاجة إليها على الخطوط الأمامية في أوكرانيا. لكن بعض المسؤولين الأمريكيين غيروا تقييمهم، قائلين إن أوكرانيا نجحت حتى الآن في قتل عدد كبير من القوات الروسية المهاجمة دون تكبد خسائر كبيرة.