رأى الناقدان محمد النجار ومنار خالد، الفائزان مناصفة بجائزة المقال النقدى بالمهرجان القومى للمسرح، أن تلك الجائزة إضافة لمسيرتهما الفنية، وتأكيد على أهمية النقد إلى جانب بقية صنوف الفن.
وقال الناقدان، لـ«الدستور»، إن كلًا منهما كان مطالبًا بكتابة المقال وتسليمه فى وقت قصير جدًا، وهذا تطلب مجهودًا وخبرة وحيادًا، لافتين إلى أن المهرجان نجح فى الاقتراب من الشارع المصرى، بفضل جهود رئيس الدورة، الفنان محمد رياض.
وفازت الناقدة منار خالد بالجائزة عن مقالها «إقصاء حكم بهاء طاهر فى المنفى»، وفاز محمد النجار عن مقاله «استدعاء ولى أمر - الباب المغلق».
وقالت منار خالد إن حصولها على الجائزة، أمام بعض ممن أعاقوا طريقها، انتصار لطريقتها فى العمل، التى لا تعرف المجاملات، مؤكدة: «لا أقبل إلا أن أكون نفسى مهما بلغت صعوبة الأمر».
وأضافت: «شعرت بشىء يشبه الطبطبة؛ فالجائزة جاءت بعد سنوات من الجهد.. ربما يرانى البعض ما زلت صغيرة فى السن، لكنى أرى أن الطريق كان طويلًا، نظرًا للجهد المضاعف المبذول، نتيجة عدم مد يد العون من أحد، فضلًا عن معوقات كثيرة ملأت الطريق».
ورأت أن الدورة الـ١٧ من المهرجان لم تختلف كثيرًا عن الدورة السابقة من حيث استراتيجية الإدارة، لأن رئيسها هو الشخص نفسه، الفنان محمد رياض، وهو صاحب هدف وصول المهرجان لرجل الشارع، وقالت: «هذه كانت أمنيتى طوال سنوات معرفتى بالمهرجان كاملة، وفى رأيى هو يحققها بتكريم المشاهير والسعى للظهور الإعلامى، ودائمًا ما أجد فى ذلك ذكاء تسويقيًا شديدًا، أدعمه، وأتمنى أن تحقق هذه الدورات مبتغاها فى الوصول لرجل الشارع، ومن ثمّ يعود المهرجان لاتزانه، الذى لا ينفصل عن المسرحيين كليًا، ولا ينفصل عن الجمهور العادى أيضًا».
وواصلت: «مسابقة المقال النقدى لها أهمية كبيرة، إذ تشير لدور الناقد فى العملية الفنية، فلم يقتصر التكريم فقط على الممثلين، بل نكرم جنبًا إلى جنب كنقاد معهم، وهذا دليل قوى على أهمية عنصر النقد بجانب عنصر التمثيل، إضافة لكونها جائزة من المهرجان القومى للمسرح، أهم مهرجان مسرحى بلا شك، وأنا أفخر بجائزتى خاصة أنها من أعضاء لجنة موقرين، تترأسهم الدكتورة سامية حبيب العزيزة، صاحبة بصمة واضحة فى تعليمى فى مرحلة الدراسات العليا، وبجانبها كل من دكتورة وفاء كمالو والدكتورة راندا رزق، وما تحمله كل منهما من خبرة كبيرة فى مجال المسرح والكتابة».
وأضافت: «ليست لدىّ خطة مستقبلية محددة أنا دائمًا أعمل، وأعمل وفقط، ولا أرى النقد سوى العمل والمتابعة المستمرة، هذه الصفة هى أفضل ما يمكن أن يضعه الناقد فى اعتباراته.. ألا يكل أو يمل عن المتابعة والكتابة والمشاهدة دون توقف».
من جهته، ذكر الناقد محمد النجار، الفائز بنفس الجائزة، أن تلك الجائزة إضافة حقيقية لمسيرته فى عالم النقد المسرحى، وقال: «سعدت بالجائزة، ورأيتها انتصارًا لرؤيتى وتأكيدًا لثقة الأساتذة المؤمنين بجودة قلمى النقدى، رغم أنى من سكان الأقاليم وبعيد عن أضواء العاصمة».
وأضاف: «بدأت الكتابة فى ٢٠١٤ بجريدة (مسرحنا)، صاحبة الفضل الأول علىّ فى مسيرتى المسرحية؛ إذ رحبت بى وأتاحت المساحة رغم كونى كما ذكرت من سكان الأقاليم».
ولفت إلى أنه شارك فى المسابقة بمقال عن مسرحية «استدعاء ولى أمر»، بعنوان «استدعاء ولى أمر - الباب المغلق»، وكان قد نشر فى نشرة المهرجان القومى فى نسخته السادسة عشرة.
وواصل: «ما زاد من سعادتى بالجائزة أنها تتطلب مهارات خاصة من الناقد المشارك، تمكنه من استخلاص قيم العرض الفنية والجمالية لعرض يقدم مرة واحدة وكتابة مقاله وتسليمه إلى رئاسة التحرير بعد نهاية العرض بساعة على الأكثر، وهو ما أثبت لى على المستوى الشخصى أن الالتزام والاجتهاد والتركيز فى كتابة قراءة نقدية علمية محايدة فى وقت سريع رغم الضغوط يؤتى ثماره ويلقى من التقدير والتكريم ما يستحق».
وتابع: «المهرجان القومى للمسرح احتفالية مسرحية مصرية حقيقية تحتفى بعروض المسرح طوال العام، وهذا أمر لو تعلمون عظيم، والاهتمام بالورش والندوات أضاف زخمًا للمهرجان، وأتمنى بشكل شخصى استمرار عروض المهرجان فى مسارح القاهرة ووضع خطة عملية عاجلة لتجوال العروض الفائزة والمميزة كزيارة فنية لكل مسارح الأقاليم حتى يستفيد مبدعو الأقاليم ويشاهدوا أفضل عروض العام».