لماذا نحن دائمًا؟

آراء حرة

الأربعاء 18/ديسمبر/2024 - 10:08 م

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أيام قليلة وتنتهي ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن وفريق إدارته وبالتحديد في يوم العشرين من شهر يناير المقبل من العام المقبل 2025، غير مأسوف عليها.
وهذه الفترة من حكم الديمقراطيين، بدأت بزلزال، ومفاجأة هزت العالم، وهي الانسحاب المفاجئ للقوات الأمريكية دون سابق إية مقدمات من الأراضي الأفغانية بعد عشرين عامًا، وتكلفت مايزيد عن 2 تريليون دولار أمريكي حسب تقديرات الخبراء والمتخصصين.
ومن الملفت للأنظار أيضًا، أن فترة ولاية الإدارة الأمريكية للسيد جو بايدن تنتهي، بمفاجأة مدوية وهي سقوط النظام السوري "نظام حكم عائلة الأسد" بفرار بشار الأسد من العاصمة دمشق، واللجوء إلي روسيا (حق اللجوء الانساني، لا يحق له ممارسة أي نشاط سياسي)، ودخول قوات المعارضة وسيطرتها علي العاصمة، بعد صراع مسلح دامٍ استمر  من 10 سنوات تكلف ما يقرب من 1.5 تريليون دولار أمريكي، ناهيك عن آلاف القتلي والمصابين والمفقودين.
ثم سرعان ما قامت إسرائيل بإلغاء معاهدة فض الاشتباك مع سوريا والموقعة منذ عام 1974 واحتلال المنطقة العازلة وضرب وتدمير المنشآت العسكرية والإستراتيجية السورية، فأصبحت سوريا مثل الأغاوات في حرملك نساء الملوك والحكام والأمراء في العصور السابقة.
فهل هذا من قبيل الصدفة؟ أم أنه استراتيجية ومخطط مسبق الاعداد والتحضير؟
والسؤال الآن، لماذا نحن؟ لماذا بلادنا؟
منذ أكثر من 15 عامًا مضت ونحن نري نفس المشاهد: خروج حشود من الجماهير الي الشوارع والميادين (وهي نفس الجماهير التي كانت تخرج للأسد بالأمس تخرج ضده اليوم)، وفتح وتكسير للسجون، وتحطيم التماثيل، والسلب والنهب والسرقة والحرائق، واقتحام للمؤسسات والقصور الرئاسية وانفلات أمني، والذي يعقبه فرار الآلاف من اللاجئين، وتداول الأخبار عن: حجم الأموال المهربة، والساعات واللحظات الأخيرة قبل فرار الأسد، وهكذا ولا يعلم أحد صحة وحقيقة تلك الأخبار، وهو ما رأيناه وسمعناه في: العراق، واليمن وليبيا  والسودان وتونس!!! لماذا يحدث ذلك السيناريو المظلم في بلادنا وتعاني منها شعوبنا؟
ما أسهل تفسير وتبرير ذلك بالمؤامرة الخارجية، بالتنسيق مع عملاء في الداخل.. إنه مبرر وتحليل مرجح، ولكنه بالتأكيد ليس هو السبب الوحيد وراء ذلك، فهناك جزء تتحمله شعوب وحكام تلك البلاد، وعليهم وعلينا جميعًا مراجعة مواقفنا وأسلوب حياتنا ونظامنا ونظرتنا للأمور، في ظل متغيرات وعالم غير مستقر، وتحديات جمة، ونظام عالمي يعاني من مشاكل اقتصادية وسياسية، واجتماعية شتي، ولن أكون مبالغا أنه يعاني من مشاكل نفسية، بسبب فقدان الأمل والأمن والحد الأدنى من الكرامة والحرية.
فكلنا مسؤولون حاكم ومحكوم، وعلينا مراجعة أنفسنا جميعا، بأقصى سرعة، فالسبيل الوحيد لعبور تلك الفترة الصعبة التي تعصف ببلادنا، هو التماسك والتضامن والإتحاد والحوار بين الجميع في مناخ يسوده الثقة والاحترام والمصداقية.. وعلينا استيعاب تلك الأحداث والتعلم منها، وكما قال الله سبحانه وتعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
حفظ الله بلادنا وشعوبنا من كيد وشر وفتنة الخونة والعملاء والمنافقين والأعداء.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق جروس يطلب 3 صفقات جديدة للزمالك
التالى تعاون وشراكة.. مصر تستضيف القمة الـ11 لمجموعة دول الثمانى الاقتصادية