تحتل مكتبة رفاعة الطهطاوى بمدينة سوهاج المرتبة الثالثة بين أقدم ثلاث مكتبات فى مصر والأولى على مستوى محافظة سوهاج والصعيد وهى ترجع نسبتها إلى الشيخ رفاعة رافع الطهطاوى ابن بلدة طهطا شمال محافظة سوهاج، كما تعد قبلة للباحثين والمهتمين بالثقافة والعلوم المختلفة، شهدت خلال الفترة الماضية أعمال تطوير وترميم دقيق للأجزاء المتهالكة من الأعمدة والأبواب، وإعادة الطابع المعماري لأرضيات المكتبة، وإعادة صياغة الأثاث المتواجد بعمل دواليب حفظ، وطاولات وكراسي للاطلاع مع الحفاظ على الطراز الإسلامي المميز لقطع الأثاث القديمة، بالإضافة إلى تطوير الإضاءات، والمرافق.
أُنشاء بالمكتبة على مساحة 250 متر جزء متحفي بمدخل المكتبة، يضم بعض المخطوطات والكتب الأثرية النادرة من المكتبة، والخاصة بالشيخ " رفاعة الطهطاوي"، ووضع تمثال نصفي بمدخل المكتبة للعلامة " رفاعة الطهطاوي " ويأتي هذا التطوير تأكيد على رؤية الدولة والقيادة السياسية بضرورة الاهتمام بالتراث الحضارى والثقافى للمحافظات والذى يعد كنز ثمين تتوارثه الاجيال.
ومن جانبه أكد اللواء دكتور عبد الفتاح سراج محافظ سوهاج، خلال تفقده للمكتبه، على أهمية تحويل المكتبة إلى متحف للمخطوطات التراثية والتاريخية، ومركز تراثي ثقافي عالمي لرقمنة وترميم وتحقيق المخطوطات التراثية.
وزار الأقسام المختلفة والتي تشمل " معمل الرقمنة، ومعمل ترميم الكتب التراثية، وقاعة الاطلاع الرقمية "، موجها باستكمال أعمال التسجيل اليدوي والإلكتروني لجميع الكتب والمخطوطات حفاظا عليها، وإعداد مشروع اللائحة المالية للمكتبة، بالإضافة إلى البدء في ترميم المخطوطات الأثرية من خلال الجهات المختصة.
تاريخ إنشاء المكتبة ومحتوياتها
وبحسب مخطوطة أثرى نادرة مكتوبة بخط اليد داخل المكتبة يرجع تاريخ إنشاء مكتبة رفاعة رافع الطهطاوى، إلى عام 1932، على خلفية إهداء محمد بدوی رفاعة، إلى بلدية سوهاج مكتبة جده العلامة الطهطاوى، وكانت تضم وقتها من الكتب، حوالى 4 آلاف كتاب فى مختلف العلوم والفنون، بینها 1067 مخطوطا، وكان رواد المكتبة فى بداية نشأتها يقتصر على الباحثين عن تلك المطبوعات النادرة، ثم أضيف الى المكتبة الكثير والكثير من الكتب حديثة التأليف، والتى واكبت التطور الثقافى والعلمى، وكانت تعرف فى عهد الملك فاروق باسم «مكتبة سمو الأمير فاروق» وبعد قيام ثورة يوليو 1952، باتت تعرف باسم «مكتبة البلدية»، وفى أواخر عام 1958، سميت «مكتبة رفاعة رافع الطهطاوى»، وبناء على قرار مجلس المحافظة فى عام 1961، تم ضم مكتبة رفاعة رافع الطهطاوى للمجلس وتم افتتاحها بتلك الصفة فى 14 مايو عام 1961م.
وتضم المكتبة حوالى 1067 مخطوطة نادرة و16 ألف مطبوع، من بينها عدة مجموعات أولاها المجموعة العتيقة، ومن بينها مخطوطة كاملة يرجع عمرها لأكثر من 1000 عام، وهى مخطوطة كتاب الفصيح فى اللغة لأبى العباس أحمد بن يحيى.كما تضم المكتبة أيضا مخطوط للمصحف الشريف عمره يصل إلى 950 عاما كما تضم كتاب "الأخبار الطوال فى ذكر ملوك الأرض" للدينورى، وهى نسخة مدونة فى بداية القرن السادس هجريا، وتضم أيضا العديد من المخطوطات التى كتبت بيد مؤلفيها أنفسهم، منها "رسائل محمد بن يوسف الأنطاكى" و«منظومة الجامع الكبير» لابن إسحاق، و«لغة السائل فى تبليغ الرسائل» للجوجرى، و"تاريخ قلائد المفاخر فى غريب عوائد الأوائل والأواخر" لرفاعة الطهطاوي
نبذة تعرفية عن رافع الطهطاوى
جدير بالذكر أن رفاعة الطهطاوى هو رفاعة بك بن بدوى بن على بن محمد بن على بن رافع، ويلحق نسبه بمحمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين بن فاطمة الزهراء، والعلامة الطهطاوى هو واحد من قادة النهضة العلمية فى عهد محمد على باشا، ولد فى 15 أكتوبر 1801، بمركز ومدينة طهطا التابعة لمحافظة سوهاج، ونشأ فى عائلة ملحوظة من القضاة ورجال الدين فلقى رفاعة عناية من أبيه، فحفظ القرآن الكريم، وبعد وفاة والده رجع إلى موطنه طهطا، ووجد من أخواله اهتماما كبيرا حيث كانت زاخرة بالشيوخ والعلماء فحفظ على أيديهم المتون التى كانت متداولة فى هذا العصر، وقرأ عليهم شيئا من الفقه والنحو، والتحق رفاعة وهو ابن 16 عاما بالأزهر الشريف فى عام 1817 وشملت دراسته فى الأزهر الحديث والفقه والتفسير والنحو والصرف، وغير ذلك.