أكد خبراء تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، أن القرار الرئاسي بإتاحة الفرصة لخريجي كليات الحاسبات لدراسة الماجستير في الأكاديمية العسكرية، خطوة استراتيجية نحو تحقيق تقدم ملموس في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر، وسيكون له تأثير كبير في تطوير التعليم التقني وتوسيع آفاق الشباب في مجالات التكنولوجيا الحديثة، مما يساهم في دعم الاقتصاد المصري وتحقيق الأهداف التنموية المستقبلية.
وأضاف الخبراء أن مصر تتجه نحو تعزيز دور الجامعات التكنولوجية ومراكز البحث في تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهذا يأتي في سياق استراتيجية الرئيس عبد الفتاح السيسي لرفع كفاءة النظام التعليمي في المجالات التقنية.
وحظي هذا القرار بتأييد واسع من قبل خبراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، معبرين عن دعمهم الكامل للمبادرات التي تهدف إلى تعزيز مهارات الشباب في هذا المجال التكنولوجي من خريجي كليات الحاسبات.
بداية أكد الدكتور حمدي الليثي، رئيس شعبة الاتصالات بغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات باتحاد الصناعات المصرية، أن قرار الرئيس السيسي يأتي في وقت بالغ الأهمية، خاصة أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يعد من القطاعات الرئيسية التي تحرك الاقتصاد المصري.
وأشار “الليثي” إلى أن إنشاء أكاديميات ومراكز تدريب متخصصة، مثل الأكاديمية التي تحدث عنها الرئيس السيسي، سيكون له تأثير إيجابي على مستوى التعليم الفني في مصر، حيث سيمكن الطلاب من اكتساب مهارات عملية متقدمة في مجالات الحاسبات والشبكات والبرمجيات.
وأضاف الدكتور الليثي أن هذه الخطوة ستساهم في تحسين جودة التعليم التقني، حيث سيتمكن الطلاب من التفاعل مع أحدث التقنيات ويخضعون لبرامج تدريبية عملية تتماشى مع احتياجات سوق العمل.
وأكد أن الشراكة بين وزارة الاتصالات والشركات الكبرى في القطاع ستكون عنصرًا محوريًا في هذا المسعى، حيث ستوفر هذه الشركات فرص التدريب والتوظيف للخريجين مما يعزز فرص الشباب في الحصول على وظائف متميزة في صناعة تكنولوجيا المعلومات.
وقال المهندس محمد الحارثي استشاري تكنولوجيا المعلومات، إن قرار الرئيس السيسي يعكس اهتمام الدولة بتطوير البنية التعليمية في مجالات التكنولوجيا الحديثة، خاصة أن هذه التخصصات أصبحت من الضروريات في ظل التحول الرقمي الذي تشهده مصر والمنطقة بشكل عام.
وأوضح “الحارثي” أن الجامعات التكنولوجية تعمل على إعداد الطلاب لسوق العمل بتقديم برامج دراسية متخصصة تتواكب مع أحدث التطورات في تكنولوجيا المعلومات، مع التركيز على المهارات التطبيقية.
وأضاف أن الجامعات التكنولوجية تهدف إلى تزويد الطلاب بالمعرفة اللازمة ليصبحوا قادة في مجالاتهم، واعتبرت أن إنشاء مراكز تدريب بالتعاون مع الأكاديميات العسكرية وشركات الاتصالات سيكون له مردود إيجابي على تطوير القوى العاملة في القطاع التقني.
وأشار إلى أن البرامج التدريبية المكثفة التي سيتم توفيرها للطلاب ستساعدهم في تحسين مهاراتهم بشكل عملي، وهو ما يتماشى مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة التي تضع التعليم التكنولوجي في صلب أولوياتها.
وتأتي هذه المبادرات في إطار سعي الحكومة المصرية لتوطين التكنولوجيا وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المهارات التكنولوجية، حيث سيتم تدريب الطلاب في الأكاديميات العسكرية على أيدي خبراء متخصصين، ومن ثم يتم تأهيلهم للحصول على درجات أكاديمية متقدمة مثل الماجستير.
وأكد الرئيس السيسي أنه يتم التنسيق مع الجامعات والمعاهد لتحديد معايير الاختيار للطلاب الذين سيتلقون هذا التدريب المكثف.
بناءً على هذه الخطط، ستنطلق مرحلة جديدة من التميز التعليمي في مصر، تتضمن توفير فرص تعليمية لجميع الطلاب الموهوبين في مجال تكنولوجيا المعلومات، حيث سيتم تأهيلهم بشكل احترافي ليصبحوا جزءًا من الثورة التكنولوجية التي تشهدها البلاد.