بعد ما يقرب من عامين من الحرب في السودان بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع، نجح الجيش السوداني في إحراز تقدم كبير في العاصمة الخرطوم وخارجها، في محاولة لإنقاذ الشعب من جرائم ميليشيا الدعم السريع، حيث تتفاقم الأزمات الإنسانية بمختلف أشكالها، في ظل معاناة السكان من نقص حاد في الإمدادات الغذائية والطبية وارتفاع المعيشة.
وتشير التقديرات إلى أن الجيش السوداني يسيطر على 55% من أراضي البلاد، بينما تمتلك مليشيا الدعم السريع 45%، ووفقا لوسائل الإعلام المحلية، من بينها راديو دبنقا وصحيفة سودان تربيون، تتركز العمليات العسكرية والقتال العنيف بين الجانبين منذ أسابيع في أربعة جبهات رئيسية.
الجبهة الأولى في العاصمة الخرطوم؛ حيث تسعى المليشيا للسيطرة على المراكز القيادية الحيوية والدوائر الحكومية. والجبهة الثانية في ولايتي سنار والجزيرة، اللتين تشكلان نقطة حيوية في وسط السودان.
بينما تشتعل الجبهة الثالثة في ولاية شمال دارفور، وبالتحديد في مدينة الفاشر التي تشهد صراعًا شديدًا. والرابعة تتمثل في جبهة ولايتي شمال كردفان والنيل الأبيض.
وفيما يلي أبرز تطورات العمليات العسكرية في الحرب السودانية التي بدأت منتصف أبريل 2023، خلال الساعات 24 الماضة على الأرض.
جبهة العاصمة الخرطوم
منذ الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 17 ديسمبر 2024، قامت مليشيا الدعم السريع باستخدام المدفعية الثقيلة لقصف محليتي أمدرمان وكرري في ولاية الخرطوم، حسب راديو دبنقا.
وقالت حكومة ولاية الخرطوم أن الدعم السريع قصفت حي الروضة ومدينة النيل بمحلية كرري بأم درمان مما أسفر عن أصابة 13 مواطنًا معظمهم أطفال من بينهم طفلة "رضيعة" تم أسعافهم إلى مستشفى النو لتلقي العلاج.
وصباح اليوم، قالت صحيفة المشهد السوداني أن مناطق شمال مدينة أم درمان تشهد الآن قصف مدفعي متبادل بين الجيش السوداني والدعم السريع.
جبهة ولايتي سنار والجزيرة
أفادت وسائل الإعلام المحلية، صباح اليوم بأن طيران الجيش شن غارات على تمركزات الدعم السريع بمنطقة الكريبة في ود مدني، وهي عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان، مبينة أنه مع تقدم الجيش نحو ود مدني، بدأت القوات المتحالفة في تنفيذ عمليات نوعية استهدفت عناصر الدعم السريع في جبال الكباشي شمال الخرطوم بحري، لكسر خط الإمداد نحو الجزيرة.
ومساء أول أمس الإثنين، أعلنت القوات المسلحة أن قوات الاحتياطي المركزي التابعة لوزارة الداخلية، وقوة من متحرك البطانة، نصبت كمينًا محكمًا لمليشيا الدعم السريع في منطقة جبال الكباشي قرب قاعدة حطاب العملياتية شمال الخرطوم بحري، مما أسفر عن خسائر جسيمة للمليشيا في الأرواح والعتاد.
وقال إعلام القوات المسلحة، في بيان له، تداولته الصحف المحلية إن العملية أسفرت عن مقتل 17 مقاتلًا للدعم السريع واعتقال 4 عناصر آخرين في الكمين، بالإضافة إلى الاستيلاء على ثلاث عربات قتالية وعدد من المركبات المسروقة من المواطنين. دون وقوع خسائر في صفوف القوات المسلحة.
جبهة ولاية شمال دارفور- الفاشر
لا يزال الجيش السوداني قادرًا على صد هجمات الدعم السريع التي تحاول الاستيلاء على معسكر الفرقة السادسة، والذي يُعتبر آخر معقل رئيسي للجيش في مدينة الفاشر الاستراتيجية، والتي تربط بين ولايات غرب السودان.
وقال راديو دبنقا، إنه على مدار اليومين الماضيين، شنت مليشيا الدعم السريع هجوم كبير من اتجاهين رئيسيين، الشمالي والجنوبي، مستعينة بالطائرات المسيرة الحديثة المزودة بصواريخ موجهة على معسكر الفرقة السادسة للجيش في الفاشر.
وقال إنه على الرغم من تمكن الرتل الجنوبي للمليشيا من التقدم نحو وسط المدينة، إلا أنه لم يستطع الوصول إلى معسكر الفرقة السادسة، الذي يُعتبر الهدف الرئيسي للمليشيا في هذه المرحلة؛ لتعزيز سيطرتها على المدينة.
وأوضح أنه إذا نجحت المليشيا في السيطرة على المعسكر، سيكون مطار الفاشر هو الهدف القادم لها، مما يمنحها فرصة لتقوية وجودها وفرض سيطرة شبه كاملة على شمال دارفور.
وكانت القوات المسلحة والقوات المشتركة أعلنت الإثنين، عن تدمير 13 مركبة قتالية ومقتل العشرات من المليشيات في شمال شرق الفاشر نتيجة قصف مدفعي مدعوم بغارات جوية في يوم الأحد. وأشارت القوات المسلحة إلى تصديها لمحاولة تسلل جديدة إلى الفاشر عبر المحور الجنوبي الشرقي.
وذكرت أن المناوشات استمرت حوالي ساعة وربع الساعة، مما اضطر القوات المهاجمة إلى التراجع بعيدًا عن أطراف المدينة.
جبهة ولايتي شمال كردفان والنيل الأبيض
وقال راديو دبنقا، إنه إلى جانب الثلاث جبهات الرئيسية السابقة، تحاول مليشيا الدعم السريع السيطرة على منطقتي ود عشانا والغبشة التي تقع بولاية شمال كردفان على الحدود مع ولاية النيل الأبيض، حيث شنت المليشيا صباح الثلاثاء هجومًا باستخدام 17 طائرة مسيرة ضد مواقع الجيش في المنطقتين.
في المقابل، شنت قوات الجيش هجومًا انطلق من منطقة تندلتي نحو مدينة أمروابة التي تسيطر عليها المليشيا منذ الأول من ديسمبر الحالي. وجاءت الهجمات بعد يوم من وقوع مواجهات مسلحة عنيفة في منطقة أم جراري، شمال شرق أمروابة بولاية شمال كردفان، أسفرت عن مقتل 14 شخصًا وإصابة 15 آخرين. وبينما زعمت الدعم السريع أنها هاجمت مجموعة من المستنفرين والمتعاونين مع القوات المسلحة، أكد شهود عيان أن الهجوم استهدف المدنيين عمدًا، ولم يكن هنا وجود لقوات الجيش في تلك المنطقة.
وفي ولاية النيل الأبيض، أعلنت القوات المسلحة مساء الثلاثاء أن الدفاعات الجوية التابعة للفرقة الثامنة عشر مشاة في الولاية تمكنت من إسقاط طائرتين مسيرتين كانت تستهدفان قاعدة كنانة الجوية ومنطقة الطلحة في محلية الدويم.
في السياق نفسه، شهدت منطقة الأعوج بشمال الولاية ذاتها، مواجهات عنيفة بين قوات الجيش ومليشيا الدعم السريع.
وقد أكدت القوات المسلحة أنها استطاعت التصدي لهجوم كبير شنته المليشيا على منطقة الأعوج، بينما زعم إعلام الدعم السريع أن قواتهم حققت انتصارات ملحوظة خلال هذا الهجوم.