قطاع غزة استيقظ فجر اليوم على واحدة من أكثر الليالي دموية منذ بدء التصعيد الإسرائيلي المستمر منذ شهرين، حيث استشهد 12 فلسطينيًا، بينهم أطفال ونساء، في غارات استهدفت منازل تؤوي نازحين، فيما وصفت الأوضاع الإنسانية بالكارثية.
بيت لاهيا: مجزرة عائلة الداعور
في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، استهدفت غارة إسرائيلية منزلًا يعود لعائلة الداعور، كان يأوي عشرات النازحين الفارين من القصف في مناطق أخرى. وأكد محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني، أن القصف أسفر عن استشهاد 10 أشخاص، بينهم أطفال، إضافة إلى تدمير المنزل بالكامل. ووصف شهود عيان المشهد بالمأساوي، حيث كان الضحايا يحاولون الاحتماء وسط ظروف قاسية فرضتها العمليات العسكرية الإسرائيلية.
جباليا وخان يونس: النازحون تحت القصف
وفي بلدة جباليا، استهدف الطيران الحربي منزل المواطن سامح الهسي في منطقة النزلة، مما أدى إلى استشهاد طفل وإصابة عدد من المدنيين. كما تعرضت خيمة تؤوي نازحين غربي خان يونس لقصف مماثل، أسفر عن استشهاد السيدة هناء محمد منصور (32 عامًا) وإصابة خمسة آخرين، بينهم طفلان وامرأة. وأدى الهجوم إلى تفاقم معاناة الأسر النازحة، التي تعيش تحت ظروف معيشية شبه معدومة.
مستشفى كمال عدوان: أزمة إنسانية خانقة
وصف الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، الوضع داخل المستشفى بأنه كارثي، مشيرًا إلى استهداف الجيش الإسرائيلي للمنازل المحيطة بالمستشفى بالتزامن مع التوغل البري. وأضاف أن إطلاق النار والقصف المدفعي المستمرين جعلا من المستحيل على الطواقم الطبية الوصول إلى الجرحى. وأكد أن الجرافات العسكرية دمرت الشوارع والبنية التحتية، مما زاد من صعوبة العمل الإنساني.
صباح اليوم، فجّر الجيش الإسرائيلي روبوتًا قرب مستشفى العودة في منطقة تل الزعتر، مما أدى إلى إصابة عدد من الطواقم الطبية والمرضى وألحق أضرارًا كبيرة بمرافق المستشفى. الحادث يمثل حلقة جديدة في سلسلة الهجمات التي تستهدف البنية التحتية الطبية، وسط صمت دولي مريب.
التصعيد مستمر منذ أكثر من شهرين
يعاني شمال قطاع غزة، بما في ذلك مخيم جباليا وبلدتي بيت حانون وبيت لاهيا، من عملية عسكرية برية واسعة النطاق منذ أكثر من شهرين. واستهدفت القوات الإسرائيلية خلال هذه الفترة المنازل والمدنيين، مع تدمير مستمر للبنية التحتية والمرافق الحيوية، مما أدى إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة.
