أوضح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في محادثات خاصة أن ضم مناطق في الضفة الغربية "غير وارد"، بحسب ما أشار إليه أشخاص مطلعون على الأمر، وفقًا لتقرير لموقع "جيروزاليم بوست" الإسرائيلي الناطق باللغة الإنجليزية أمس الأحد، وعلمت صحيفة جيروزاليم بوست أن كبار المسؤولين الجمهوريين حذروا إسرائيل من مواصلة الضم بينما يستعد ترامب لتولي منصبه في 20 يناير المقبل، ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين الجمهوريين قوله: "إن هذا سيكون خطأً، فإسرائيل في وضع دولي صعب، ومثل هذه الخطوة لن تؤدي إلا إلى إلحاق الضر".
أهداف أخرى
قالت المصادر إن ترامب وحلفاءه الجمهوريين يعطون الأولوية لأهداف أخرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك إحياء اتفاقيات إبراهيم، وتأمين التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، والحفاظ على الضغط على إيران. وأضافوا أن ترامب يعتقد أن التركيز على الضم قد ينتقص من هذه الأهداف الاستراتيجية الأوسع.
في الأسابيع الأخيرة، تزايدت الدعوات إلى الضم. وقد أعاد العديد من أعضاء الائتلاف، بمن فيهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، تداول الفكرة مرة أخرى، حيث علق قائلًا: "إن عام 2025 سيكون عام السيادة في يهودا والسامرة"، وهو التصريح الذي لاقى ردود.
اكتسبت قضية الضم زخمًا في عام 2020 عندما كشف ترامب عن خطته للسلام. فقد خصصت 30٪ من الضفة الغربية لضمها من قبل إسرائيل، بينما تركت النسبة المتبقية (70٪) كأساس لمفاوضات السلام المستقبلية مع الفلسطينيين.
في ذلك الوقت، كان مستشارو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على استعداد لطرح الأمر للتصويت في الحكومة. لكن الضغوط الكبيرة من جانب كبير مستشاريه جاريد كوشنر دفعت ترامب إلى وقف المبادرة.
وفي نهاية المطاف، كانت لاتفاقيات إبراهيم التاريخية - اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين - الأسبقية، مما أدى فعليًا إلى تأجيل خطة الضم، وفي حديثه لمجلة تايم الأسبوع الماضي، كرر ترامب التزامه بالسلام على المدى الطويل.
ورغم تأجيل عمليًا مسألة ضم الضفة، إلا أن حكومة إسرائيل وافقت أمس خطة لتوسيع المستوطنات في مرتفعات الجولان المحتلة، قائلة إنها تتحرك "في ضوء الحرب والجبهة الجديدة التي تواجه سوريا"، في حين تستغل البلاد الفراغ في السلطة في جوارها لتعزيز الأمن على حدودها وتعزيز أهدافها في تنمية المستوطنات.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان "إن تعزيز الجولان هو تعزيز لدولة إسرائيل، وهو أمر مهم بشكل خاص في هذا الوقت. سنواصل التمسك به، والعمل على ازدهاره، والاستيطان فيه".