سجل سعر صرف الدولار مقابل الجنيه أعلى مستوى له بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي مقارنة بنهاية الأسبوع السابق وسط ضغوط تحويل المستثمرين الأجانب استحقاقتهم وأرباحهم في أذون الخزانة المحلية بالجنيه إلى الدولار، بجانب زيادة الطلب على تمويل الاعتمادات المستندية بهدف الاستيراد مع قرب شهر رمضان.
وارتفع متوسط سعر الدولار بين البنوك خلال الأسبوع الماضي إلى نحو 50.89 جنيه بنهاية الأسبوع الماضي مقارنة بنحو 50.04 جنيه لكل دولار بنهاية الأسبوع السابق وهو أعلى تراجع منذ الموجة الرابعة لتحرير سعر الصرف في مارس الماضي.
في مارس الماضي لجأ البنك المركزي المصري إلى تحرير سعر الصرف للمرة الرابعة في عامين بهدف القضاء على السوق السوداء لتجارة العملة وسد فجوة النقد الأجنبي واستئناف قرض صندوق النقد الدولي.
وأدى ذلك إلى ارتفاع سعر الدولار 60% مقابل الجنيه وفق آلية سعر الصرف الحر.
ضغوط الأموال الساخنة
وقال 3 مصرفيين، إن شهر ديسمبر الجاري يشهد بدء استحقاقات مستثمرين أجانب في الأموال الساخنة في أذون خزانة أجل 3 و9 أشهر وسط طلب بتوفير الدولار لتحويل بعض استحقاقتهم للخارج بهدف تحقيق ربح وهو ما أدى إلى زيادة الضغط على الدولار وارتفاعه مقابل الجنيه، وفق مصراوي.
وعادة يؤثر خروج أو تحويل الأجانب جزءا من استحقاقتهم في أذون الخزانة إلى زيادة الضغط على الدولار وسط طلبات تحويل أرباحهم وجزء من مستحقاتهم من الجنيه إلى الدولار.
وجذبت مصر استثمار أجنبي غير مباشر بنحو 23 مليار دولار خلال أول 4 أشهر من تحرير سعر الصرف في مارس الماضي ليرتفع إجمالي رصيد المحفظة إلى نحو 36.7 مليار دولار بنهاية يونيو الماضي، وفق آخر أرقام معلنة للبنك المركزي.
وأوضح المصرفيون أن المستثمرين سيعودون مجددا للسوق المصري للاستثمار في أذون الخزانة مع بداية العام مع استقرار سعر الدولار وقرب انتهاء الحرب الإسرائيلية بالمنطقة.
وعودة الأجانب لبيع الدولار وشراء الجنيه في بداية العام المقبل يساعد على قوة الجنيه نتيجة زيادة بيع الدولار لشراء الجنيه للاستثمار في أذون الخزانة، وفق ما قاله نائب رئيس المعاملات الدولية في أحد البنوك.
توقعت مجموعة جولد مان ساكس، أن يرتفع الجنيه في أوائل 2025 مع انحسار سلسلة من تدفقات المحافظ الموسمية- خروج المستثمرين الأجانب-، بعدما تخطى حاجز 50 جنيهاً أمام الدولار ليصل إلى مستوى قياسي منخفض الأسبوع الحالي، وفق ما نشره "اقتصاد الشرق مع بلومبرج".
قوة الاستيراد
وقال رئيس أحد البنوك، إن زيادة الطلب على تمويل العمليات الاستيرادية مع نهاية العام وقرب شهر رمضان يعد سبب آخر في زيادة الضغط على الدولار وارتفاعه مقابل الجنيه.
وتعمل البنوك على تدبير الدولار لكافة السلع الأساسية وغير الأساسية بعد قرار المركزي برفع الحظر عن تمويل 13 سلعة ترفيهية كانت تطلب موافقة مسبقة منه وهو ما زاد الضغط على العملة.
ومع قرب شهر رمضان يرتفع الطلب على الدولار بالبنوك لتمويل الاعتمادات المستندية لاستيراد ياميش رمضان واللحوم ودواجن وخلافه بكميات أكبر مقارنة بالشهور لعادية لزيادة الإنفاق بين المصريين على السلع الغذائية في هذا الشهر.