في كتابه الصادر تحت عنوان "الزمن وأنا.. مذكرات فاروق فلوكس بين الهندسة والفن والحياة"، للكاتب حسن الزوام، يتناول فيه سيرة الفنان الكبير فاروق فلوكس، وتحدث في فصل منه عن أزمة حدثت في مسرحية الواد سيد الشغال حين تعطل ميكروفون عادل غمام وتضايق وكاد أن يلغي العرض.
الواد سيد الشغل
يقول فاروق فلوكس:" بعد الانتهاء من مشكلة الفصل الأول، قال أحدهم للمؤلف سمير عبد العظيم أن فاروق فلوكس يعدل النص الذي كتبته، فاتصل سمير عبد العظيم بسمير خفاجي واستنكر تدخلي، فتم إبعادي بصورة غير لائقة عن أي رأي أو تدخل، وكنت لا أريد جزاءً ولا شكورًا، وأبعدت تمام عن تعديلات الفصل التاني.
كان دور مدير المنزل أقل مني حتى أن عادل إمام قال لي نصًّا: "أنا عارف إن الدور أقل منك يا فاروق"، لكني قلت له: "أنا سعيد إني معاك"، فعادل إمام ابن جيلي وبيننا زمالة وحكايات وعشرة طويلة، ومساحة من الود تسمح بالأخذ والعطاء.
فاروق فلوكس
أتذكر في السنة الأولى لعرض المسرحية وكنا نعرض في الإسكندرية، تعطل ميكروفون عادل إمام فغضب كثيرًا وأنزل الستار، خرج عادل عن شعوره وقرر إلغاء العرض ليلتها.
كان سمير خفاجي يحضر افتتاح العرض ويترك كل قيادته على مسؤولية عادل إمام، كان عادل صاحب الرأي الأول والأوحد في عروضه في هذه الفترة.
كان مساعد عادل إمام هو مساعدي الشخصي سابقًا وكان اسمه عادل أيضًا، فطلبت منه أن أدخل إليه وبالفعل، دخلت وقلت لعادل إمام: "هل ستلغي العرض اليوم وتخسر ثلاثة آلاف متفرج جاؤوا من أجلك"، أعطيته ميكروفوني وقلت له: "خذ أنت الميكروفون وأنا سأرفع صوتي وأتكلم بجوارك ليصل الصوت إلى الجمهور، اقتنع عادل واستكمل العرض، استمرت الرواية وفيها مواقف كتيرة.
إبراهيم عامر
يكمل:" كانت الأجواء في هذه المسرحية تولد الكوميديا من كل فرصة، والكثير من الجمل الشهيرة في المسرحية ولدت من البروفات، حتى أن الملقن إبراهيم عامر كان يضحك كثيرًا في "الكمبوشة"، يخترع النكات ويلقنها لعادل إمام، وعادل نجم متمكن على المسرح قادر على أن يلتقط طرف الخيط من إبراهيم عامر، ويصنع جملًا ومشاهد كوميدية تضحك الجمهور بشدة.
ويواصل:" كان إبراهيم عامر زملينا من أيام الجامعة طالبًا في كلية الحقوق، عمل معي في مسرحية "سايكو"، لكنه عمل بالتلقين رغم مواهبه التمثيلية وخفة ظله بسبب والده المقرئ المعروف، كان عادل إمام يثق في إبراهيم كثيرًا، فهو يعرفه أيضًا من أيام الجامعة ويدرك موهبته.
كنا جميعًا "شلة جامعة"، وكان عادل إمام قد سلك طريق الاحتراف في مسارح التليفزيون مبكرًا بعد أن قدم مسرحية واحدة هي "موتى بلا قبور" على مسرح كلية الزراعة.
كان الملقنون القدامى يتملكون من الموهبة والخبرة مما يؤهلهم للإضافة على النص، كان إبراهيم عامر من أشهر الملقنين ومحمد تهامى ومحمد بدير والشيخ صفوت ومحمد زيان.
عادل إمام
ويستطرد:" كان عادل إمام يعمل بأريحية كبيرة على المسرح وبيننا كيمياء كفريق عمل، حتى أن زميلنا أحمد عبد الهادي كان يحضر معه أكله من حلويات اللحوم من محل "بحة" بحي الناصرية بعابدين ويطلق عليها اسم "بعليصة"، فوجئت بعادل إمام أثناء العرض يقولك "ايه بعليصة دي"، فرددت عليه مرتجلًا: "يعني قفا حمار"، ضحك عادل وضحك الجمهور.
وبمرور الوقت، أصبح للرواية شكل خاص، عرفنا مناطق الضحك التي تعجب الجمهور لهذا نجحت هذه المسرحية نجاحًا مبهرًا، واستمرت ثماني سنوات بدون توقف، وسافرت عددًا كبيرًا من دول العالم