ارتبط أسم "هدى شعراوي" بحركة التنوير والنضال من أجل حقوق المرأة، يصفها كثيرون بأنها "رائدة الحركة النسوية" في مصر، لما سعت إليه من الدفاع عن حقوقها والكتابة عنها طيلة الوقت، ويحل اليوم 12 ديسمبر، ذكرى رحيلها فى عام1947 بعدما حاولت إحداث تغيير في تغير النظرة النمطية للنساء داخل المجتمع.
نشأتها
وُلدت عام 1879 في المنيا، اسمها الأصلي نور الهدى محمد سلطان، زواجها من على شعراوي باشا، منحها لقب "هدى شعراوي"، وتعد رائدة الحركة النسوية في مصر، وهي حركة معنية بالدفاع عن حقوق النساء سواء السياسية، الاجتماعية والاقتصادية.
نشأت هدى في عائلة أرستقراطية، كان والدها محمد سلطان باشا من أبرز الشخصيات السياسية في عصره، مما أتاح لها فرصة الاطلاع على قضايا المجتمع والتفاعل مع التحديات التي تواجه المرأة.
وعلى الرغم من مستواها المعيشي، إلا أنها دفعت ثمن الأعراف والتقاليد المجتمعية الخاطئة، قاست معاناة تزويج القاصرات، فتزوجت في عمر الـ13 من ابن عمتها على شعراوي، الذي يكبرها بنحو 40 عامًا.
تجربة تزويجها مبكرًا
من تجربة زواجها المريرة وهي صبية صغيرة برجل يكبرها بسنوات، وتفضيل أخيها الأصغر عليها، بدأت هدى شعراوي دفاعها عن الظلم الذي تتعرض له النساء، فكانت من أوائل المصريات اللاتي تبنين قضايا المرأة والمطالبة بحقوقها السياسية والاجتماعية.
من أولى هذه الحقوق "التعليم، فقد آمنت هدى شعراوي بأهميته، فتلقت تعليمًا متميزًا مقارنة بمعظم النساء في عصرها اللواتي كن يحرمن منه، في بعض المناطق، كما دعت إلى رفع سن زواج الفتيات، متخذة من تجربتها المريرة في الزواج مبكرًا حجة قوية لتوعية الفتيات.
بداية النضال
خطت شعراوي أولى خطواتها النضالية عندما أسست جمعية الرقي الأدبي للسيدات المصريات عام 1914، وكانت تناقش قضايا المرأة وتنادي بتطوير أوضاعها، كما شاركت في مظاهرات ثورة 1919، وكانت صوتًا نسائيًا يطالب بالحرية والاستقلال.
وهاجمت هدى شعرواويي بعض النساء اللواتي رفضن مطالبة قاسم أمين بحق المرأة في العمل والتعليم، قائلة: "وكم سمعنا في ذلك الوقت السيدات أنفسهن يستنكرن تصريحات قاسم أمين ومبادئه رغم إنها كانت في صالحهن؛ لأنها كانت تظهرن في الثوب الحقيقي من عدم الكفاءة، وكان ذلك يجرح كبرياءهن، فكن بذلك يذكرنني بالجواري عندما تعطي لهن ورقة العتق من الرق، إذ كن يبكين على حياة العبودية والأسر".
تأسيس الاتحاد النسائي المصري
في عام 1923، أسست الاتحاد النسائي المصري ليكون منصة للدفاع عن حقوق المرأة في مصر، وركز على قضايا أساسية مثل تحسين التعليم للفتيات، تعزيز مشاركتهن في سوق العمل، المطالبة بحقوق سياسية متساوية، كما رفعت مستوى الحوار حول الحجاب، إذ قادت حملة لخلع الملاءة الشائعة وقتها، علنًا كرمز لتحرر المرأة، مما أثار جدلًا واسعًا لكنه كان خطوة جريئة.