في إطار تعزيز التعاون بين مصر والدول الأوروبية، أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الأسبوع الثاني من ديسمبر الجاري، زيارة إلى النرويج في ثاني محطات جولته الأوروبية، التي استهلها بزيارة مملكة الدنمارك، واختتمها بزيارة أيرلندا.
النرويج ثاني محطات جولة الرئيس السيسي إلى أوروبا
وفي الثامن من ديسمبر الجاري، وصل الرئيس السيسي، إلى العاصمة النرويجية "أوسلو" عقب ختام زيارته إلى الدنمارك أولى محطات جولته الأوروبية.
واستهل الرئيس السيسي، برنامج زيارته إلى النرويج، بالمشاركة في حفل شاي غير رسمي تلبيةً لدعوة "يوناس جار ستور" رئيس الوزراء النرويجي.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن حفل الشاي الذي نظمه رئيس الوزراء النرويجي يعكس تقدير النرويج لمصر وللرئيس السيسي، أخذًا في الاعتبار أنه إجراء غير معتاد لرئيس الوزراء النرويجي قيامه باستضافة أية فعالية لمسئول أجنبي خلال عطلة نهاية الاسبوع، فضلًا عن حرص رئيس الوزراء على استضافة حفل الشاي بمقر إقامته.
وأكد رئيس الوزراء النرويجي، اعتزازه بالزيارة التاريخية للرئيس السيسي، كأول رئيس مصري يزور النرويج.
الرئيس السيسي يلتقي رئيس وزراء النرويج
وفي إطار زيارته، التقى الرئيس السيسي، رئيس وزراء النرويج، حيث شهد اللقاء إشادة الجانبين بالتطورات الإيجابية والزخم الذي تشهده العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وفي هذا الإطار تم التأكيد على أهمية العمل على الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وكذلك تعزيز التعاون على مستوى قطاع الأعمال وغرف التجارة والصناعة، إلى جانب رفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين.
وأشار السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، إلى أن الرئيس السيسي، حرص على تأكيد اهتمام مصر بالاستثمار والتوسع في إنتاج الطاقة الخضراء، مشيرًا إلى ترحيب مصر بالتعاون مع النرويج في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام مصادر الطاقة المتجددة.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن اللقاء شهد توافق الجانبين على أهمية الحفاظ على دورية التشاور السياسي وتنسيق المواقف إزاء القضايا الإقليمية والدولية المشتركة، خاصةً فيما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية واستعادة الاستقرار بالشرق الأوسط، موضحًا أنه تم على هامش اللقاء توقيع مذكرة تفاهم لتدشين آلية للتشاور السياسي بين البلدين.
ملك النرويج يعرب عن تقديره لدور مصر في إفريقيا والشرق الأوسط
وفي التاسع من ديسمبر، التقى الرئيس السيسي، الملك "هارالد الخامس" ملك النرويج، الذي أعرب عن تقدير بلاده للدور المحوري الذي تقوم به مصر في إفريقيا والشرق الأوسط، مشيدًا بالزخم الذي تشهده العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة.
من جهته، أكد الرئيس السيسي، أهمية الزيارة في ضوء كونها أول زيارة لرئيس مصري إلى النرويج منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1936، مشيدًا بالعلاقات الثنائية، والتطور الذي شهدته خلال السنوات الأخيرة، كما وجه الرئيس السيسي، الدعوة لملك النرويج لزيارة مصر للمشاركة في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير.
تعزيز العلاقات البرلمانية مع النرويج
وضمن فعاليات الزيارة، التقى الرئيس السيسي، "مسعود قره خان" رئيس البرلمان النرويجي وأعضاء لجنة الشئون الخارجية والدفاع بالبرلمان، حيث حرص الرئيس في مستهل اللقاء، على التأكيد على الدور المحوري للتعاون البرلماني في تعزيز الحوار بين الشعوب، مشيرًا إلى أهمية تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين بما يخدم مصالحهما المشتركة.
كما شدد الرئيس السيسي، على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وبالأخص في مجالات التجارة والاستثمار، حيث دار نقاش حول فرص تعزيز الاستثمارات النرويجية في القطاعات ذات الأولوية للبلدين وعلى رأسها الطاقة المتجددة والخضراء، كما تناول اللقاء أيضًا فرص التنسيق بين البلدين فيما يتعلق بموضوعات تغير المناخ، ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
من جانبهم، أشاد البرلمانيون النرويجيون بالدور المصري المحوري والحكيم في الشرق الأوسط، مؤكدين دعم بلادهم للجهود المصرية ذات الصلة، كما تناول اللقاء الأوضاع في القارة الإفريقية، وجهود تعزيز السلم والأمن بالقارة، خاصةً في السودان والصومال، إلى جانب استعراض فرص التعاون الثلاثي في إفريقيا وما تمتلكه الشركات المصرية من خبرات في هذا المجال.
مأدبة العشاء مع ولي عهد النرويج
وفي إطار زيارته، شارك الرئيس السيسي، في مأدبة العشاء مع ولي عهد النرويج الأمير "هاكون" ووزيرة التنمية الدولية، بحضور كبار مسئولي الشركات النرويجية والصناديق الاقتصادية والاستثمارية.
وقال الرئيس السيسي، في نص كلمته خلال العشاء: "حرصت خلال كافة لقاءاتي، على تناول أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، وأبرزت الأهمية الكبيرة التي توليها الحكومة المصرية، لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى السوق المصري، الذي يوفر العديد من الفرص في مختلف القطاعات الحيوية ذات الأهمية المشتركة مثل الطاقة بمصادرها التقليدية والجديدة والمتجددة والخضراء، والنقل، والبنية التحتية، والصناعة، والزراعة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بما يتسق مع الخطط والأهداف الطموحة، لتعظيم الاستفادة من الموقع الجغرافي الاستراتيجي والفريد لمصر".
وأضاف: "من هذا المنطلق، أدعو كل الشركات والصناديق الاستثمارية النرويجية، لتعزيز التواجد في السوق المصري، والبناء على النجاحات القائمة بالفعل، الخاصة بالتعاون بين عدد من كبرى الشركات النرويجية والجانب المصري".
جذب المزيد من الاستثمارات
وفي 10 ديسمبر، التقى الرئيس السيسي، الرئيس التنفيذي لشركة "سكاتك" النرويجية، والرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار النرويجي في الدول النامية، والرئيس التنفيذي لشركة "يارا" النرويجية.
وشهد اللقاء استعراض برنامج التنمية الاقتصادية الطموح الذي تنفذه مصر، مع التأكيد على الأهمية الكبيرة التي توليها مصر لتمكين القطاع الخاص وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى مصر، بالإضافة إلى دعم الشركات الأجنبية العاملة في مصر.
وثمَّن الرئيس السيسي، التعاون القائم بين مصر والشركات الحاضرة في مجال الاستثمار الأخضر، مؤكدًا مسعى مصر لتصبح مركزًا للطاقة الخضراء في المنطقة، وحرصها على دعم المشروعات ذات الصلة.
وتناول اللقاء أيضًا فرص التعاون مع صندوق الاستثمار النرويجي في الدول النامية، وكذا التوسع في مشروعات شركتي "سكاتك" و"يارا" في مصر، كما تم استعراض مستجدات المشروعات القائمة بالفعل وسبل تعزيزها.
واستمرارًا لبحث تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، التقى الرئيس السيسي، أيضًا، الرئيس التنفيذي لشركة "إمباور" النرويجية للطاقة الجديدة، والرئيس التنفيذي لشركة "جولار" النرويجية لتسييل الغاز، والرئيس التنفيذي للوكالة النرويجية للتعاون التنموي والرئيس التنفيذي لجمعية الأعمال النرويجية الإفريقية.
وتناول اللقاء، سبل تعزيز التعاون الاستثماري بين مصر من ناحية والجهات ذات الصلة والشركات النرويجية من ناحية أخرى، حيث تم استعراض أبرز السياسات التي تنفذها الحكومة المصرية اتصالًا بخطة التنمية الاقتصادية، والأهمية الكبيرة التي توليها مصر لتمكين القطاع الخاص وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وفي ختام زيارته الرسمية، غادر الرئيس السيسي، العاصمة النرويجية "أوسلو" متجهًا إلى جمهورية أيرلندا آخر محطات جولته الأوروبية.