قال الباحث السياسي المتخصص في الشأن الإسرائيلي، علي الأعور، إن "ما نشهده اليوم من سياسات يتبعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليس مجرد تحركات عسكرية أو سياسية محدودة، بل هو جزء من رؤية استراتيجية شاملة لمستقبل إسرائيل في المنطقة".
تعزيز سيطرة إسرائيل على الأراضي السورية
وأضاف "الأعور" في تصريح خاص لـ "الدستور"، أن "نتنياهو، في الوقت الراهن، يواصل تعزيز سيطرة إسرائيل على الأراضي السورية، بما في ذلك تلال الجولان وجبل الشيخ، بالإضافة إلى احتلال القنيطرة، وهو ما يشكل انتهاكًا صارخًا لقرارات الأمم المتحدة واتفاقية فك الاشتباك التي تم التوصل إليها في عام 1974 بين سوريا وإسرائيل، والسؤال الأهم الذي يطرح نفسه هنا: ماذا يريد نتنياهو أكثر من ذلك؟"
وأوضح "الأعور" أن المؤشرات الحالية تشير إلى أن نتنياهو لم يكتفِ بما تم إحرازه حتى الآن، بل يسعى لتوسيع نطاق الهجوم العسكري الإسرائيلي نحو العاصمة السورية دمشق، حيث يبعد الجيش الإسرائيلي حاليًا نحو 17 كيلومترًا فقط عنها.
وأشار إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة، قد أسفرت عن تدمير كامل للقدرات العسكرية السورية، بما في ذلك سلاح الجو السوري، مما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان نتنياهو سيكتفي بهذا التقدم أم أن هناك خططًا أكبر في الأفق.
وأكد "الأعور"، أن "الطموحات الإسرائيلية التي يقودها نتنياهو تتجاوز بكثير مجرد فرض السيطرة على الأراضي السورية، بل هي جزء من مشروع صهيوني أوسع يسعى إلى إعادة صياغة معادلات القوى في المنطقة بشكل جذري، وفي هذا السياق، هناك احتمالات قوية لأن يسعى نتنياهو، في مرحلة لاحقة، إلى إلغاء بعض اتفاقيات السلام الموقعة مع الدول العربية مثل اتفاق كامب ديفيد مع مصر، واتفاق وادي عربة مع الأردن، إذا كانت هذه الاتفاقات تمثل عائقًا أمام تحقيق الطموحات الإسرائيلية".
وأشار "الأعور" إلى أن "السياسة التي يتبعها نتنياهو اليوم لا تقتصر على مواجهة سوريا فحسب، بل تتعدى ذلك إلى محاولة استعادة هيبة الجيش الإسرائيلي في الشرق الأوسط، بعد الهجوم التاريخي الذي تعرضت له إسرائيل في 7 أكتوبر، نتنياهو يطمح إلى تحسين صورة إسرائيل داخليًا وخارجيًا عبر استخدام القوة المفرطة لإعادة الهيبة والردع الإسرائيلي في المنطقة".
وفي ختام تصريحه، أكد "الأعور"، أن "مشروع نتنياهو لا يتوقف عند الحدود الحالية، ولا سيما في ظل طموحات إسرائيلية قد تطال العواصم العربية في المستقبل، إذا استمرت هذه السياسات العدوانية، قد نشهد توسعًا إسرائيليًا في المنطقة قد يشمل دولًا عربية أخرى، ولا سيما تلك التي تربطها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، لذلك، فإننا في مرحلة دقيقة للغاية قد تشهد تصعيدًا كبيرًا في التوترات مع دول الجوار، مما قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في المنطقة بأسرها."