كتب نجيب محفوظ (11 ديسمبر 1911 – 30 أغسطس 2006) أكثر من ثلاثين رواية اشتهرت غالبيتها وتم إنتاجها سينمائيًا أو تلفزيونيًا، وكانت أول رواياته هي "عبث الأقدار" (1939).
أتسمت مسيرة أديب نوبل الأدبية بعلاقات طيبة مع الناشرين؛ إبتداءًا من مؤسسات ودور النشر حتي رؤوساء تحرير الصحف والمجلات الأدبية ممن نشروا له أعماله الأدبية في صفحات صحفهم.
في ذكرى ميلاد أديب نوبل؛ دعونا نستعرض كيف كانت علاقة نجيب محفوظ بدور النشر المصرية على نحو خاص؛ وهو ما رواه في حديثه مع الكاتب جمال بدران المحرر بمجلة "الكتاب العربي" في 10 ديسمبر 1964؛ حيث كشف عن أنه لم يتحمل أي نفقات نشر أي كتاب من كتبه منذ أن نشر روايته الأولي "عبث الأقدار" عام 1939.
نجيب محفوظ: "لم أتحمل نفقات نشر أي كتاب من كتبي"
جمال بدران، قال لنجيب محفوظ في محل حديثه، هل تفضل أن تتحمل تكاليف نشره، أم تتولاه دار نشر؟ فما كان من نجيب محفوظ إلا أنه أجاب مؤكدًا أنه لم يتحمل نفقات نشر أي كتاب من كتبه، وأنه في الماضي كانت تعد مجازفة سيئة العواقب بالقياس إلى كاتب مجهول، وفي الحاضر فإنه لا خبرة له بالتوزيع ولا وقت عنده لمتابعته؛ وأنه من الأفضل للفنان أن يظل فنانًا دائمًا ما وسعه الحظ.
نجيب محفوظ: عبد الحميد جودة السحار أنقذ جيلي بإنشائه لجنة للنشر للجامعيين
وبسؤاله حول ألم تقابله صعوبات نشر في الماضي، وما هي وهل هي باقية حتى الآن ؟؛ قال نجيب محفوظ، إن النشر كان أمنية عزيزة المنال، فدور النشر محدودة والكتاب المعروفون معدودون، والترحيب بكتاب جلد معدوم أو فاتر جدًا، وأن من أنقذ الموقف بالنسبة لجيله هو عبد الحميد السحار بإنشائه لجنة النشر للجامعيين.
وأشار نجيب محفوظ إلى أنه في الوقت الحالي -آئنذاك- فالأمر مختلف جدًا؛ حيث تعددت المسابقات، ووجدت رعاية حقيقية للكتاب الجُدد، ومنها مسابقات نادي القصة والمجمع والمجلس الأعلى، ونظام الكتاب الأول، مؤكدًا أن التوسع في النشر لغير حدود، وكثرة المجلات وتنوعها بحيث تستوعب كافة المواهب.