أفادت وسائل إعلام غربية وعبرية، بأن هناك تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وخاصة عقب تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مرونة حركة حماس في شروطها للتوصل لوقف إطلاق النار.
وفي هذا السياق، قال الدكتور جهاد ملكة الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني من قطاع غزة، تشير التطورات الأخيرة إلى إحراز تقدم نسبي في المفاوضات المتعلقة بتهدئة الأوضاع في غزة، ويتمحور الحديث حول مقترحات لوقف إطلاق النار تتضمن انسحابًا تدريجيًا لقوات الاحتلال الإسرائيلي وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل محتجزين إسرائيليين، كما يتم التفاوض على تشكيل لجنة فلسطينية لإدارة القطاع بإشراف دولي، مع تركيز على دور السلطة الفلسطينية في إدارة المعابر وإعادة الإعمار.
وأضاف ملكة في تصريحات خاصة للـ"الدستور"، أنه إذا نجحت جهود تشكيل هذه اللجنة فإن ذلك قد يساهم إيجابيًا في جهود التوصل إلى التهدئة، بشرط توافر الشروط المناسبة والقبول من جميع الأطراف، ومع ذلك، النجاح يتوقف على مدى التزام جميع الأطراف بالشروط المتفق عليها، خاصةً في ظل رفض إسرائيل الكامل لبعض المطالب الفلسطينية، مثل الانسحاب الشامل وأي إخفاق في عمل اللجنة أو في تنفيذ بنود الاتفاق قد يؤدي إلى تعقيد الأوضاع بدلًا من حلها.
وتابع ملكة: “مع ذلك، لا تزال هناك خلافات رئيسية تعرقل الوصول إلى اتفاق نهائي، منها المطالب المتبادلة بوقف العدوان وانسحاب شامل، وهو ما ترفضه إسرائيل حتى الآن، مؤكدا أن الجهود المصرية والقطرية مستمرة، مع مشاركة دولية تهدف إلى تقريب وجهات النظر، وسط أجواء من التفاؤل الحذر”.
ملكة: الأسبوع المقبل حاسما للتوصل لاتفاق
وأشار ملكة إلى أن هناك تعقيدات سياسية قد تعرقل جهود التوصل لصفقة ومن هذه التعقيدات أن كلا من حماس ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مواجهة مأزق مزدوج، فحماس تسعى لإنهاء الحرب دون المساس بسيطرتها على غزة، وهو هدف يُعقد تحقيقه ضمن المفاوضات الجارية التي تستلزم تقديم تنازلات كبيرة، مثل تسليم إدارة القطاع، من جهة أخرى، نتنياهو محاصر سياسيًا داخليًا، ويرى في استمرار الحرب فرصة لتجنب تهديدات سياسية وقانونية محلية، خاصة في ظل الضغط المتزايد عليه من المعارضة الإسرائيلية والائتلاف الحاكم، وأيضا من ضمن هذه التعقيدات هي ان قدرة ترامب على فرض وقف الحرب مرهونة بتقديم ضمانات لكلا الطرفين تتعلق بالمطالب الأساسية، وهو تحدٍ ليس بسيطًا بالنظر إلى طبيعة الأزمة الراهنة.
وأكد ملكة أن الأسبوع المقبل قد يكون حاسمًا لتحديد مدى إمكانية التوصل إلى هدنة، مع استمرار الجهود لضمان التنفيذ العملي لأي اتفاق يتم التوصل إليه، متابعا “ولكن بناءً على المعطيات الحالية، يبدو أن التوصل إلى اتفاق شامل سيحتاج إلى وقت أطول، ومن المرجح أن يستمر الجمود الميداني والسياسي لبعض الوقت، ما لم تحدث ضغوط أو تحولات كبيرة من اللاعبين الدوليين”.