أكد الدكتور محمد أبو النور، الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أن طهران بدأت تدرك أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يكون جزءًا من مستقبل سوريا، وهي رؤية مغايرة لما كانت تمسك به السياسة الخارجية الإيرانية منذ عقود.
وأضاف، خلال تصريحاته لقناة القاهرة الإخبارية، أن إيران، التي كانت تعتبر الأسد ركيزة أساسية في المنطقة، باتت الآن تواجه واقعًا جديدًا يجعل من الضروري البحث عن صيغة تحفظ ماء وجهها في الملف السوري، الذي يعد أحد أهم ملفاتها في منطقة غرب آسيا، مشيرًا إلى أن هذا التحول يأتي في سياق تقييم إيران لعلاقتها مع الأسد، حيث ظهرت مؤشرات على خلافات عميقة في الأشهر الأخيرة.
وتابع، أن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، كشف في حوار تلفزيوني، أن الأسد رفض نصائح إيرانية تضمنت دعوات لاستفتاء عام، وانتخابات رئاسية مبكرة، وإعادة ملايين اللاجئين السوريين إلى بلادهم، بالإضافة إلى إصدار عفو عام.
طهران ستحاول امتصاص الغضب ومراقبة تصرفات الحكومة السورية المقبلة
وأشار إلى أن طهران ستحاول امتصاص الغضب ومراقبة تصرفات الحكومة السورية المقبلة، مؤكدًا أن التصعيد العسكري بين الطرفين مستبعد بسبب غياب الحدود المشتركة والخلافات المباشرة، مع احتمال بقاء التوترات في إطار التصريحات السياسية والإعلامية.
وأوضح أن إيران تواجه تحديًا كبيرًا يتمثل في إعادة بناء محور المقاومة، الذي تعرض لهزائم وخسائر كبيرة مؤخرًا، مما يدفعها لإعادة تقييم سياساتها في المنطقة.