فرحة السوريين بسقوط الأسد تصطدم بمخاوف التطرف والجماعات المسلحة

فرحة السوريين بسقوط الأسد تصطدم بمخاوف التطرف والجماعات المسلحة
فرحة
      السوريين
      بسقوط
      الأسد
      تصطدم
      بمخاوف
      التطرف
      والجماعات
      المسلحة

تشهد سوريا منعطفًا تاريخيًا غير مسبوق مع سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد بعد حوالي ربع قرن في السلطة. وبين فرحة السوريين بسقوط نظام كلفهم أثمانًا باهظة وبين المخاوف من مستقبل مجهول، تدخل البلاد مرحلة جديدة محفوفة بالتحديات.

فرحة اللحظة: السوريون يحتفلون بالتغيير

لم يستطع معظم السوريين إخفاء فرحتهم بسقوط نظام الأسد، وهو النظام الذي استمر في السلطة رغم الحراك الشعبي الذي بدأ في عام 2011. كانت سنوات الحكم الأخيرة مليئة بالكوارث الإنسانية والاقتصادية والسياسية، ما جعل لحظة السقوط تمثل بريق أمل للكثيرين.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، عبّر السوريون عن أملهم في بناء مستقبل أفضل، متطلعين إلى مرحلة انتقالية تنهي معاناتهم المستمرة.

لكن هذه الفرحة تصاحبها مخاوف عميقة من تكرار سيناريوهات مشابهة لدول أخرى في المنطقة، حيث لم تكن نتائج التغيير السياسي دائمًا كما تمناها الشعوب.

من البغدادي إلى الجولاني: مشهد يتكرر في المسجد الأموي

مع سقوط دمشق، برز مشهد زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني وهو يلقي خطابه الأول في المسجد الأموي، مشهد يعيد إلى الأذهان خطاب أبو بكر البغدادي في الموصل عام 2014.

أعلن الجولاني أن سقوط نظام الأسد كان "نصرًا للأمة الإسلامية"، متجاوزًا الحدود الجغرافية لسوريا في خطابه. وادعى أن ما تحقق ليس انتصارًا للسوريين وحدهم، بل للأمة بأكملها.
 

وبينما يسعى الجولاني لتقديم صورة أكثر اعتدالًا، فإن الخطاب الذي يعلي عقيدة التنظيم على مفهوم الوطن يثير قلقًا واسعًا بشأن مستقبل الدولة السورية.

علامات استفهام حول هوية الدولة السورية المقبلة

سقوط نظام الأسد يطرح تساؤلات ملحة حول هوية الدولة السورية في ظل وجود تنظيمات متطرفة في صفوف المعارضة.

أحد قادة هيئة تحرير الشام أعلن من ساحة المسجد الأموي أن هدفهم لن يتوقف عند دمشق، بل يمتد إلى القدس والمسجد الأقصى وحتى الكعبة. هذه التصريحات تعكس خطابًا جهاديًا يعيد إلى الأذهان تجارب الإسلام السياسي التي أضرت باستقرار الدول التي اعتنقته.

الإسلام السياسي: تجربة مليئة بالتحديات

تجارب الإسلام السياسي في المنطقة لم تكن مشجعة، كما يظهر من النموذج الإيراني والمصري. في إيران، تحول خطاب الحرية والعدالة الذي رفعه الخميني إلى نظام ديني متشدد قمع الحريات. وفي مصر، بدأ الإخوان المسلمون خطابهم بمرونة سياسية خلال الثورة، لكنهم سرعان ما تحولوا إلى مشروع أيديولوجي يهدف إلى أخونة الدولة.

اليوم، تسعى التنظيمات المتطرفة في سوريا إلى تقديم نفسها كبديل مقبول، لكن الدروس المستفادة من الماضي تجعل المنطقة بأسرها حذرة من تبني هذا النموذج.

تحديات المرحلة المقبلة: الحرية في مواجهة التطرف

تواجه سوريا اليوم خطرًا حقيقيًا يتمثل في عودة التطرف تحت غطاء الحرية. بينما يحاول الجولاني تبني خطاب أكثر مرونة واعتدالًا، يبقى السؤال: هل هذا التحول حقيقي أم مجرد تكتيك مؤقت سيتغير مع الزمن؟

الجرح السوري الذي نزف لأكثر من عقد لا يحتمل المزيد من التجارب الفاشلة. ومن الضروري أن تكون المرحلة المقبلة مبنية على أسس مدنية شاملة تمنح الشعب السوري فرصة للعيش بكرامة وأمان.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق رئيس الوزراء: توجيهات رئاسية لتنفيذ مشروع حضاري يعزز صناعة الجلود
التالى أمين عام الجامعة العربية يصل السودان.. ويلتقي مسؤولي مجلس السيادة الانتقالي