كتب الروائي مصطفى نصر منشورا له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجاتماعي فيس بوك يتحدث فيه عن طريقته في كتابة الرواية قديما وحديثا..
يوسف السباعي
يقول نصر:" كل كاتب له طريقته الخاصة في الكتابة، فقد قرأت عن طريقة يوسف السباعي في كتابة رواياته، بإنه كان يمكنه أن يكتب الفصل قبل الأخير قبل الفصول الأولى لروايته.
مارجريت ميتشل
مارجريت ميتشل – مؤلفة الرواية الخالدة – ذهب مع الريح- كانت تكتب فصولها الكثيرة بغير نسق متعاقب، فبعد الفصل الرابع، تكتب الفصل الثلاثين، وبعد الفصل الثلاثين قد تكتب الفصل العاشر. وأعتقد أن طريقة يوسف السباعي ومرجريت ميتشل لا يمكن أن تتم إلا إذا أعد الروائي سيناريو لروايته قبل أن يبدأ الكتابة.
ويتابع: "عملت فترة في كتابة تمثيليات إذاعية، فكانوا يطلبون مني ملخص للتمثيلية قبل البدء في كتابتها، فكنت أعتذر عن ذلك، فأنا لا أستطيع أن ألخص عملا لم أنته من كتابته، فالكتابة تبدأ عندي بحالة، فأقرر – مثلا - أن أكتب عن الدور الوطني لمدينتي الإسكندرية، وتفاصيل هذا وأحداثها تأتيني وقت كتابتها.
وواصل: "أنا لا أجيد عملية الحشر بين الفقرات، ولابد أن ابدأ الموضوع من أوله ليكون في جو موحد، وسباكة محددة، ويحضرني في هذا ما حدث عندما دعوت المرحوم الأستاذ جمال الغيطاني لمؤتمر أدبي في الإسكندرية، فاعتذر قائلا: "أنا شغال في رواية، ولا أريد أن أخرج من الجو الذي أعيش فيه معها".
أكتب الرواية عشر مرات
ويكمل مصطفى نصر: “يمكنني أن أكتب الرواية لمرات عديدة قد تتجاوز العشر مرات، فلابد أن أكتب الجملة عدة مرات لأجملها. وقد كنت أكتب بالقلم على الورق، ويقول البعض إن هناك صلة وثيقة بين الورق وبين يد الكاتب وقلبه، وأنا مختلف تماما مع رأي هؤلاء، فقد تعاملت مع الآلة الكاتبة – التي كنت أكتب أعمالي عليها – وكأنها مخلوق يحس ويشعر ويعيش، كنت إذا بعدت عنها اشتاق إليها، والآن نفس الإحساس أشعر به مع الكمبيوتر الذي أعمل عليه”.
واختتم الروائي:" إنني – الآن – اكتب مقالاتي على الكمبيوتر مباشرة، وكنت أكتب رواياتي على مرات متعددة على الورق، وكانت كتابة الآلة الكاتبة إحدى هذه المرات. فلو لم تعجبني جملة كتبتها على الآلة الكاتبة، أتوقف عن الكتابة وألغيها، ثم أعيد صياغتها ثانية، ولقد انتهيت الآن من كتابة رواية، كتبتها كلها على الكمبيوتر، لم استعن بالقلم في كتابتها.