العالم كله يعرف الدور المصرى الكبير الذى تقوم به القاهرة لحل الكارثة السورية فى إطار الحفاظ على الأمن القومى العربى.
يمثل الأمن القومى المصرى والسورى وجهين لعملة واحدة، حيث ترتبط مصالحهما بشكل وثيق، ويتأثر كل منهما بالأحداث التى تجرى فى الآخر. إن أى تهديد يستهدف أمن واستقرار أحد البلدين يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومى للآخر.
تتعمق جذور هذا الارتباط فى عمق التاريخ، حيث تشترك مصر وسوريا فى العديد من الحضارات والتاريخ المشترك، ما أوجد ترابطًا وثيقًا بين الشعبين. كما أن التحديات الأمنية التى تواجه المنطقة، مثل الإرهاب والتطرف، تهدد كلا البلدين وتستدعى التعاون المشترك لمواجهتها.
إن الحفاظ على أمن واستقرار سوريا يمثل مصلحة عليا لمصر، حيث إن أى فوضى أو صراع فى سوريا من شأنه أن يؤثر سلبًا على الأمن القومى المصرى، ويؤدى إلى تدفقات للاجئين، وانتشار التطرف والإرهاب، وتزعزع الاستقرار فى المنطقة بأسرها، لذلك، تسعى مصر جاهدة إلى إيجاد حل سياسى للأزمة السورية، يحفظ وحدة سوريا واستقلالها، ويضمن عودة الأمن والاستقرار إليها.
ومن جانب آخر، فإن مصر تعتبر نفسها جزءًا لا يتجزأ من العالم العربى، وتعمل على تعزيز التضامن العربى، ودعم القضايا العربية المشتركة. وفى هذا السياق، فإن دعم مصر الأمن والاستقرار فى سوريا يأتى فى إطار سعيها لتعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة العربية بأسرها.
وتقوم مصر بجهود حثيثة فى حل الأزمة السورية باعتبارها من أعمق الجروح التى طالت المنطقة العربية، وأدت إلى دمار هائل وخسائر بشرية فادحة. ومنذ اندلاع الأزمة، اتخذت مصر موقفًا ثابتًا يقوم على ضرورة إيجاد حل سياسى للأزمة يحفظ وحدة سوريا واستقرارها، ويرتكز على قرارات مجلس الأمن الدولى ذات الصلة. وقد لعبت القاهرة دورًا محوريًا فى هذا الملف، مستندة إلى عمق علاقاتها التاريخية مع سوريا وشعبها، وإدراكها العميق أهمية الأمن والاستقرار فى المنطقة.
بدأت الجهود المصرية مبكرًا، حيث دعت مصر إلى الحوار بين الأطراف السورية، ورفضت أى تدخل عسكرى أجنبى فى الشأن السورى. كما قدمت مصر مبادرات عدة لحل الأزمة، وعملت على تسهيل الحوار بين الأطراف المعنية. وقد استضافت القاهرة العديد من الاجتماعات واللقاءات بين ممثلى المعارضة السورية والحكومة، سعيًا للتوصل إلى حل وسط يرضى جميع الأطراف.
ولم تتوقف الجهود المصرية عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السورى الشقيق، حيث قدمت مصر مساعدات طبية وإغاثية كبيرة للاجئين السوريين فى الدول المجاورة، كما استقبلت عددًا كبيرًا من اللاجئين السوريين، ووفرت لهم الحماية والرعاية.
كما سعت مصر إلى تعزيز التضامن العربى حول القضية السورية، ودعّمت دور الجامعة العربية فى هذا الملف، وقد لعبت دورًا فعالًا فى إحياء الجامعة العربية، وإعادة سوريا إلى مقعدها الطبيعى فيها.
ورغم التحديات الكبيرة التى تواجهها العملية السياسية فى سوريا، إلا أن مصر تواصل جهودها الحثيثة لإيجاد حل سياسى للأزمة، وتؤمن بأن الحوار هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار فى سوريا والمنطقة. وتعتبر مصر وحدة سوريا واستقلالها أمرًا أساسيًا لأمن واستقرار المنطقة، وترفض أى محاولات لتقسيم سوريا أو التدخل فى شئونها. وتؤمن بأن الحل السياسى هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة السورية، وترفض أى حل عسكرى.. وهذا ما أعلنه مرارًا وتكرارًا الرئيس عبدالفتاح السيسى.
كما تعتبر مصر الإرهاب تهديدًا خطيرًا على الأمن والاستقرار فى المنطقة، وتعمل على مكافحته بكل الوسائل المتاحة. وتسعى لتقديم كل ما فى وسعها لتخفيف معاناة الشعب السورى، وتوفير الاحتياجات الأساسية له.
وللحديث بقية