- جهود دبلوماسية متواصلة لدعم سيادة ووحدة أراضى البلد الشقيق
- تشديد على ضرورة وقف إطلاق النار والتفاوض بين النظام والمعارضة
- تأكيد أهمية العودة إلى الحلول السياسية على أساس القرار الأممى 2254
تقود مصر جهودًا دبلوماسية مكثفة لاحتواء الأزمة السورية، فى إطار سياستها الداعمة للمؤسسات الوطنية، وتجنيب الشعب الشقيق ويلات الحروب والانقسام، وذلك من خلال خطوات حيوية لتحقيق هذه الأهداف.
وتواصل مصر فى الوقت الحالى مساعيها للحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها، وتعزيز الحلول السلمية التى تضمن استقرار البلاد، وتنهى تدخلات القوى الخارجية، ضمن إطار سياساتها لدعم استقرار المنطقة ككل، مع التركيز على تسوية أزماتها بالحلول السياسية.
وزير الخارجية يجرى 8 اتصالات فى أقل من أسبوع
بناءً على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، أجرى وزير الخارجية، الدكتور بدر عبدالعاطى، ٨ مكالمات هاتفية فى أقل من أسبوع، لاحتواء الأزمة السورية الحالية.
أولى هذه المكالمات كانت بين وزير الخارجية المصرى ونظيره السورى، بسام صباغ، فى ٢٩ نوفمبر الماضى، وجرت خلالها مناقشة التطورات الأخيرة فى شمال سوريا، خاصة فى إدلب وحلب. وأعرب «عبدالعاطى» عن قلقه إزاء هذه التطورات، مؤكدًا دعم مصر الدولة السورية ومؤسساتها الوطنية، وأهمية دورها فى تحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب.
وجدد «عبدالعاطى»، خلال المكالمة الهاتفية، تأكيد دعم مصر سيادة سوريا ووحدتها، مع مناقشة تطورات الوضع فى شمال سوريا، بما فى ذلك الوضع فى إدلب وحلب، والتهديدات الإرهابية التى تواجهها البلاد.
وشدد وزير الخارجية المصرى، فى الاتصال الذى تناول الأوضاع الإنسانية فى البلد الشقيق، على ضرورة تحسين الظروف المعيشية للسوريين فى الداخل، وتقديم المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.
وناقش الوزيران كيفية دعم الجهود السورية فى استعادة الأمن بالمناطق التى شهدت تصاعدًا فى العنف، والسبل المتاحة لتحسين التنسيق بين الحكومتين المصرية والسورية فى مواجهة التحديات المستمرة فى المنطقة.
وعاود «عبدالعاطى» اتصاله بوزير الخارجية السورى، أمس الأول الأربعاء، وناقش معه التطورات الميدانية فى شمال سوريا، والتداعيات الوخيمة لهذه التطورات على أمن سوريا والمنطقة، مع تجديد الإشارة إلى موقف مصر الثابت فى دعم سوريا وسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، وضرورة التركيز على حماية المدنيين.
وفى نفس اليوم، أجرى «عبدالعاطى» اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الروسى، سيرجى لافروف، تناول التطورات فى شمال سوريا، مع تأكيد موقف مصر الثابت فى دعم البلد العربى الشقيق، والإشارة إلى أهمية التنسيق المستمر بين القاهرة وموسكو لتحقيق استقرار سوريا.
وبحث وزير الخارجية المصرى مع نظيره الأمريكى، أنتونى بلينكن، أيضًا، أمس الأول الأربعاء، التطورات فى شمال سوريا، وأثرها على أمن المنطقة ككل، مشددًا على ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، إلى جانب تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق وقف إطلاق النار.
ولم يمر يوم الأربعاء قبل إجراء «عبدالعاطى» اتصالًا هاتفيًا مع نظيره التركى، هاكان فيدان، لتبادل الآراء حول الأوضاع فى شمال سوريا، مع تأكيد موقف مصر الثابت فى دعم وحدة وسلامة الأراضى السورية، وأهمية التنسيق الإقليمى والدولى لوقف التصعيد والحفاظ على الاستقرار الإقليمى.
وأجرى وزير الخارجية اتصالًا هاتفيًا سادسًا، فى اليوم نفسه، الأربعاء، مع نظيره الإيرانى، عباس عراقجى، لمناقشة التطورات فى سوريا، مع التنبيه إلى أهمية الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، والتعاون الدولى لوقف التصعيد والعمل على تهدئة الموقف فى المنطقة.
أما الاتصال السابع، وهو الآخر يوم الأربعاء، فكان مع وزير الخارجية الإماراتى، عبدالله بن زايد، لبحث الوضع فى سوريا، مع تأكيد ضرورة الدعم الإقليمى لسوريا فى مواجهة التحديات، وأهمية احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
وفى اليوم التالى، أمس الخميس، أجرى وزير الخارجية اتصالًا مع الممثلة العليا للاتحاد الأوروبى، كايا كالاس، تناول آخر التطورات فى سوريا، مع تأكيد موقف مصر الثابت فى دعم سيادة البلد الشقيق، والإشارة إلى ضرورة تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لوقف التصعيد وحماية المدنيين.
وجاءت هذه المباحثات الهاتفية لتأكيد التنسيق المستمر بين مصر والدول الإقليمية والدولية فى التعامل مع تطورات الأوضاع فى سوريا، والتشديد على موقف مصر الثابت فى دعم سوريا والحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها.
مشاركة فى الاجتماعات الدولية.. وتحرك على المستوى العربى
بالتزامن مع هذه الجهود الدبلوماسية، تسعى مصر إلى حشد الدعم المكثف لمبادئ التسوية السياسية، التى تضمن احترام السيادة الوطنية لسوريا، وتؤدى إلى تحقيق استقرار طويل الأمد، من خلال المشاركة فى عدة اجتماعات ونقاشات دولية حول الملف.
كان من بين القضايا الرئيسية التى تمت مناقشتها فى هذه الاجتماعات ضرورة إيجاد حل سياسى شامل ينهى الصراع الدائر منذ أكثر من عقد، ويعالج الأزمات الإنسانية التى تعصف بسوريا الشقيقة.
وحرصت مصر على تحقيق توازن فى مواقفها الدبلوماسية، فهى تدعم بشكل قوى المساعى السياسية الدولية الرامية إلى إيجاد تسوية. وتشدد فى نفس الوقت على ضرورة ألا تشمل الحلول الخارجية تدخلات فى الشئون الداخلية للدول ذات السيادة، مثلما يحدث فى سوريا.
ويعقد مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزارى، بعد غدٍ الأحد، اجتماعًا طارئًا لبحث الأوضاع فى سوريا.
يأتى هذا الاجتماع المرتقب بناءً على طلب من سوريا، لبحث الأحداث المتسارعة فى الشمال السورى، وما يحصل على الأرض وتداعياته.
وشاركت مصر فى الاجتماعات السابقة للجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، التى ناقشت تطورات الوضع فى سوريا بشكل مستفيض. وفى هذه الاجتماعات، طالبت مصر بضرورة الاستمرار فى جهود تعزيز الحلول السلمية من خلال المفاوضات السياسية بين جميع الأطراف السورية.
وتشير مصر دائمًا إلى دور الجامعة العربية كمظلة للتعاون بين الدول العربية فى معالجة الأزمات الإقليمية، فى إطار سعيها إلى تعزيز المواقف العربية المشتركة لدعم الحل السياسى فى سوريا، بعيدًا عن أى تدخلات خارجية.
وتحرص مصر بشكل مستمر على تأكيد أهمية العودة إلى الحلول السياسية التى تقوم على أساس القرار ٢٢٥٤ الصادر عن مجلس الأمن الدولى، الذى يدعو إلى وقف إطلاق النار، والتفاوض بين النظام والمعارضة السورية.
الأمر ذاته أكده الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، الذى شدد على أن مصر مستمرة فى دعمها الدولة السورية ومؤسساتها الوطنية وشعبها الشقيق.
الجيش السورى: إعادة الانتشار خارج حماة حفاظًا على أرواح المدنيين
ذكرت القيادة العامة للقوات المسلحة السورية «أنه على مدى الأيام الماضية، خاضت قواتنا المسلحة معارك ضارية لصد وإفشال الهجمات العنيفة والمتتالية التى شنتها التنظيمات الإرهابية على مدينة حماة من مختلف المحاور وبأعداد ضخمة، مستخدمة كل العتاد العسكرى».
وأضافت القيادة، فى بيان أورده التليفزيون السورى، أمس: «أنه خلال الساعات الماضية ومع اشتداد المواجهات بين جنودنا والمجموعات الإرهابية وارتقاء أعداد من الشهداء فى صفوف قواتنا، تمكنت تلك المجموعات من اختراق محاور عدة فى مدينة حماة». وشددت على أنه «حفاظًا على أرواح المدنيين من أهالى مدينة حماة وعدم زجهم فى المعارك داخل المدن، قامت الوحدات العسكرية المرابطة فيها بإعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة».
وأكدت القيادة العامة للقوات المسلحة السورية أنها ستواصل القيام بواجبها الوطنى فى استعادة المناطق التى دخلتها التنظيمات الإرهابية.