فريتز لانج، والمولود في مثل هذا اليوم من العام 1890، يعد واحدًا من أشهر أقطاب السينما الصامتة في ألمانيا، والذي طاردت الرقابة النازية أفلامه ومنعتها، قبل أن يهرب من النازي نفسه ويفر خارج ألمانيا.
فعلي خلفية وصول أودولف هتلر للسلطة في ألمانيا، وبتاريخ 30 مارس قام النظام النازي بمنع عرض فيلمه الناطق الأول “إم” بحجة تحريضه للشغب الشعبي. ويعتبر البعض الفيلم معاد للنازية، حيث وضع لانج جملا يستخدمها النازيون على لسان بطل الفيلم. مما دفع لانج للهروب إلي الولايات المتحدة الأمريكية.
فريتز لانج.. العملية الإبداعية غريبة للغاية
وعن هربه من ألمانيا يقول فريتز لانج: "من الصعب للغاية شرح ذلك كما تعلمون. العملية الإبداعية هي شيء غريب للغاية. لا علاقة لي بعملي في أوروبا، ولا شيء على الإطلاق. إنه شيء مختلف تمامًا لأنك لديك ما تراه، أنا أحب الجماهير. هناك قول مفاده أن الجمهور غبي، لديه عقل فتاة في السادسة عشرة من العمر، في الرابعة عشرة من العمر٬ في الثالثة عشرة من عمرها.
لم يكن لدي هذا، أحب الجماهير وأحاول أن أعتقد أنني حاولت٬ أحب وضع شيء ما في كل فيلم أنتجته، وهو شيء يمكن أن يناقشه الناس في المنزل، وهو شيء لم يكن مجرد ترفيه خالص - ليس لدي شيء ضد الأفلام الترفيهية. إذا كنت عاملًا يجب أن تأكل شيئًا ما.
متروبوليس أبرز أفلام فريتز لانج
وفي كتابه “سينما الشعر”، يذهب الناقد السينمائي السوري “محمد عبيدو”، إلي أن فيلم “متروبوليس”، هو أبرز فيلم للمخرج الألماني فريتز لانج، فهو يجمع بين الفانتازيا والخيال والنقد الاجتماعي.
ويتناول الفيلم قصة مدينة مستقبلية، حيث تعيش فيها الطبقة الراقية والغنية حياة رفاهية بينما العمال مستعبدون تحت الأرض لكي يحافظوا على صيانة الآليات التي تبقي المدينة حية.
وتبرز أهمية الفيلم في كونه أحد أهم الأفلام الخيالية الأولى، وببراعة تصويره وديكوراته الغريبة. يعكس انسحاق الطبقة العاملة وابتلاع وحش الرأسمالية لها.
وتدور أحداث الفيلم في "متروبوليس" مدينة المستقبل، والتي يمتلكها الصناعي الكبير يوهان فردرسون سعيدًا. أرباب المال والسلطان يسكنون الأبنية الشاهقة وفي أسفل المدينة يعيش العمال في ظروف سيئة، حيث يكبر الصراع بين أرباب العمل وبين العمّال. في هذا الجو المشحون بالبغضاء، يغرم إبن الرأسمالي الغني فريدرسن بالفتاة الفقيرة ماريّا القادمة من وسط العمال منتجع "الحدائق الأبدية" حيث يمضي أبناء الأثرياء أوقات لهوهم. وسرعان ما يتبنّى قضيّة العمال المستغليّن من قبل أرباب العمل.عندها يقرر فريدرسن إبتكار رجل آلي على شكل ماريّا من أجل إخفاق الثورة التي كانت تتحضّر في الخفاء.
ومن من أهم أفلام فريتز لانج، امرأة في القمر 1931 والذي تم إعادة إنتاجه عام 1951 وفي نهاية عام 1932، بدأ لانج تصوير فيلم “الوصية الأخيرة للدكتور مابوز” الذي منعته الرقابة النازية، فغادر ألمانيا عام 1933 بعدما طلق زوجته “يفون هاريو” التي كانت متعاطفة مع النظام النازي.
و في ذلك العام صور فريتز لانج فيلمه "ليليوم" في فرنسا، والمستوحي من مسرحية ليليوم للكاتب فيرينس مولنار، ومن بطولة تشارلز بوير. وكان هذا فيلم لانج الوحيد الناطق بالفرنسية. وفي العام 1934 انتقل إلى كاليفورنيا وحصل على الجنسية الامريكية عام 1935. وقرر لانج بعد عدة مصاعب عانى منها أن ينتج أفلامه بنفسه.