تشهد الأوضاع في غزة تغيرات ملحوظة في ظل تكثيف الجهود لإنهاء القتال وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس، وفي حين تسود أجواء من التفاؤل الحذر داخل المنظومة الأمنية للاحتلال الإسرائيلي، تبقى الأيام المقبلة حاسمة لتحديد المسار المستقبلي: هل تتجه الأطراف نحو صفقة شاملة، أم خطوات لاحتلال إسرائيلي دائم لقطاع غزة، حسبما نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية؟
وتتزامن هذه التحركات مع تصويت مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على مقترح قدمته مصر من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 60 يومًا مع إعادة فتح معبر رفح.
تفاؤل وزير دفاع الاحتلال.. وتغيرات ميدانية في غزة
وأفادت الصحيفة الإسرائيلية بأن وزير الدفاع يسرائيل كاتس أعرب خلال زيارته قاعدة تل نوف الجوية، عن تفاؤله بشأن إمكانية التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الأسرى.
وأشار إلى أن الضغط المتزايد على حركة حماس قد يؤدي أخيرًا إلى تحقيق تقدم في هذا الملف، قائلًا: "هناك فرصة حقيقية هذه المرة لدفع صفقة الأسرى نحو الأمام".
تحركات غامصة في القطاع
وحسب الصحيفة، يشهد قطاع غزة عدة تغيرات ميدانية، سواء من قبل حركة حماس أو قوات الاحتلال الإسرائيلية، حيث خفضت الحركة الفلسطينية من عملياتها النوعية تجاه جنود الاحتلال الإسرائيلي، كما أنهى جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العدوانية المكثفة في شمال غزة مع استمرار الحصار ورفض دخول المساعدات الإنسانية.
وتابعت أن فريق الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، يمارس ضغوطا على كل الأطراف من أجل وقف هذه الحرب قبل الشهر المقبل الذي يشهد تنصيبه.
وأشارت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يدرك أن هناك تحديات أمنية واستراتيجية كبرى في غزة، فكل يوم يمر في ظل الحرب تتراجع تأثير الخيارات العسكرية، خصوصًا في ظل غياب خطة استراتيجية واضحة من القيادة السياسية، يجد الجيش نفسه عالقًا في جحيم الحرب في غزة دون رؤية واضحة للمستقبل.
وأوضحت أن الساعات المقبلة ستحدد حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة ما إذا كانت ستوافق على مقترح مصر لوقف الحرب في قطاع وتحرير المحتجزين أن تعزيز الاحتلال العسكري للقطاع من خلال بناء منشآت دائمة لقوات الاحتلال في القطاع، بما يشمل مناطق مثل جباليا، رفح، وممر فيلادلفيا، إضافة إلى توسعة السيطرة على مواقع استراتيجية مثل محور نتساريم الذي يقسم قطاع غزة إلى نصفين.
تفاصيل مقترح مصر
وأكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أنه في إطار الجهود المتواصلة لإنهاء التصعيد في غزة، قادت مصر خلال الأيام الماضية، محادثات مكثفة بين ممثلين عن حركة حماس والسلطة الفلسطينية حول تهدئة طويلة الأمد في القطاع.
وكشف مصدر رفيع المستوى عن أن الخطة الجديدة التي طرحتها مصر تتضمن وقفًا تدريجيًا للقتال وانسحابًا إسرائيليًا من معبر رفح، بالإضافة إلى إعلان هدنة مؤقتة تستمر لمدة 60 يومًا.
وتشمل الخطة انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من معبر رفح، مع بدء هدنة مؤقتة تهدف إلى توفير مساحة لمفاوضات أعمق حول الحلول السياسية والإنسانية، ومن المقرر، بعد أسبوع من بدء الهدنة، أن يتم الشروع في عملية تبادل تشمل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس، مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وفقًا لاتفاق يُحدد بين الأطراف.
كما تركز الخطة على عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، وهو مطلب رئيسي لحماس. في الوقت نفسه، ستظل القوات الإسرائيلية موجودة في بعض مناطق القطاع خلال فترة الهدنة المؤقتة.