من يقود الصراع في سوريا..ومن المستفيد من الفوضى؟

من يقود الصراع في سوريا..ومن المستفيد من الفوضى؟
من
      يقود
      الصراع
      في
      سوريا..ومن
      المستفيد
      من
      الفوضى؟

شهدت سوريا تطورًا دراماتيكيًا في الصراع المستمر منذ أكثر من عقد، حيث استولت فصائل مسلحة على مدينة حلب لأول مرة منذ عام 2016. بدأت العملية بهجوم مباغت في 26 نوفمبر انطلق من مناطق شمال وشمال غرب حلب، مما أجبر القوات الحكومية السورية على الانسحاب من مواقعها.

هذا التصعيد يمثل أخطر تغير في المشهد العسكري السوري منذ سنوات، حيث تمكنت الفصائل المسلحة من التقدم إلى مناطق في جنوب وغرب المدينة، وصولًا إلى أراضٍ في محافظة حماة.

أدوار الفصائل المسلحة: بين هيئة تحرير الشام والجيش الوطني

تتألف الفصائل المسلحة التي شنت الهجوم من جماعات بارزة، أبرزها "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقًا) التي كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة حتى عام 2016. قادت الهيئة الهجوم الرئيسي، بينما شن تحالف آخر من الفصائل المسلحة المعروفة بـ"الجيش الوطني السوري"، والمدعوم من تركيا، هجومًا منفصلًا شمال حلب.

رغم اختلاف توجهاتهم، استفادت هذه الفصائل من تراجع نفوذ القوى الداعمة للحكومة السورية، مثل روسيا وإيران وحزب الله اللبناني.
 

لماذا اشتعل الصراع الآن؟

يأتي هذا التصعيد في وقت شهد فيه ميزان القوى الإقليمي تغيرات جذرية. تلقت جماعات مدعومة من إيران، أبرزها حزب الله، ضربات قوية خلال الحرب مع إسرائيل، ما أدى إلى ضعف الدعم اللوجستي للقوات السورية.

كما أن انشغال روسيا بحرب أوكرانيا وتراجع اهتمامها بسوريا أفسح المجال للفصائل المسلحة لاستغلال الموقف.

في المقابل، تعبر تركيا عن قلقها من استمرار هجمات الجيش السوري على الفصائل في الشمال الغربي، مما يعكس تعقيدًا إضافيًا في الميدان.

 

أبعاد إنسانية كارثية: نزوح الملايين

أدى هذا التصعيد إلى موجة نزوح جديدة في شمال سوريا، حيث يعيش السكان في ظروف إنسانية متدهورة بالفعل. تشير التقارير إلى أن أكثر من نصف سكان سوريا، الذين بلغ عددهم 23 مليونًا قبل الحرب، قد أجبروا على ترك منازلهم، بينما يعيش الملايين كلاجئين في الخارج.

المنشآت الطبية والبنية التحتية في المناطق المتضررة تعرضت لهجمات متكررة، مما يزيد من صعوبة تقديم المساعدات الإنسانية.

تعقيد المشهد الدولي: إخفاق مستمر في تحقيق السلام

رغم قرار مجلس الأمن الدولي في عام 2015 الداعي إلى صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات بإشراف أممي، لم يُنفذ أي من هذه البنود.

صرح مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، بأن التصعيد الأخير يبرز الفشل الجماعي في تحقيق حل سياسي للأزمة. ودعا إلى مفاوضات حقيقية تهدف إلى إنهاء النزاع الذي أودى بحياة مئات الآلاف.

ما الذي ينتظر سوريا؟

مع استمرار التصعيد، يبقى مستقبل سوريا غامضًا. هل ستتمكن الفصائل المسلحة من الحفاظ على مكاسبها، أم ستتمكن القوات الحكومية بدعم من روسيا وإيران من استعادة زمام المبادرة؟

تظل الحاجة إلى حل سياسي أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، خاصة في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية التي تعاني منها البلاد
 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق انتداب المعمل الجنائي لكشف سبب حريق شقة سكنية بالعمرانية
التالى بعد زلة لسانها.. رسالة تامر أمين إلى شيرين عبد الوهاب: احموها من نفسها