ظهرت في الأفق مرة أخرى، في ظل التصعيد الكبير في الحرب الروسية الأوكرانية، ودخول حلف شمال الأطلسي "الناتو" والولايات المتحدة على خط التصعيد، مخاوف الحرب النووية، خصوصًا بعد التهديدات المتكررة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد دول الناتو.
وكشفت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، تأثير السلاح النووي الذي تمتلكه روسيا على عواصم حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي.
أسلحة بوتين النووية تصل إلى قلب الناتو
وأشارت المجلة الأمريكية، إلى أنه في سبتمبر الماضي، خفض بوتين عتبة استخدام الأسلحة النووية بقوله:"يشمل هذا الطائرات الاستراتيجية والتكتيكية، فضلًا عن الصواريخ المجنحة والطائرات بدون طيار، والمركبات الأسرع من الصوت وغيرها من المركبات، وتحتفظ روسيا بالحق في استخدام الأسلحة النووية في حالة العدوان، بما في ذلك إذا كان العدو الذي يستخدم الأسلحة التقليدية يشكل تهديدًا خطيرًا".
ولفتت إلى أنه منذ ذلك الحين، يُعتقد أن المملكة المتحدة منحت أوكرانيا الإذن بإطلاق الصواريخ التي زودتها بها وزارة الدفاع البريطانية على الأراضي الروسية.
ونوهت بأنه تم إجراء تقييم التأثير الذي قد يحدث إذا هاجمت موسكو بصاروخها "R-36M2" (المعروف أيضًا باسم SS-18 Satan)، وهو أحد أكبر وأقوى الصواريخ الباليستية العابرة للقارات الثقيلة التي تم بناؤها على الإطلاق.
وأشارت إلى أن الانفجار يمكن أن ينتج ما يعادل 20 ميجا طن (20 ألف كيلو طن) من متفجرات تي إن تي، ويصل مداه إلى 10 آلاف ميل.
وأضافت أن التأثير الأكبر سيكون على مسافة 15.1 ميل مربع حيث يتبخر كل شيء بفعل الحرارة الشديدة التي ترتفع إلى ملايين الدرجات فهرنهايت، أما التأثير الأقل فيغطي 442 ميل مربع من الانفجار، ويدمر المباني السكنية وربما يتسبب في حرائق واسعة النطاق.
وأوضحت أن أي شخص ضمن مسافة 2360 ميلًا مربعًا من الانفجار سيكون معرضًا لخطر الإصابة بحروق من الدرجة الثالثة في جميع أنحاء الجلد، "غالبًا ما تكون غير مؤلمة لأنها تدمر الأعصاب"، والتي يمكن أن تسبب ندوبًا شديدة وإعاقة وتتطلب البتر.
ولفتت إلى أنه على مسافة 3490 ميل مربع من الانفجار، سيكون الضرر أخف فمن المتوقع أن تنكسر النوافذ الزجاجية، ما قد يسبب إصابات.
في لندن، حيث يوجد في المتوسط قرابة 14 مليون شخص في نطاق الانفجار الأوسع، فإنه خلال 24 ساعة فقط سيلقى قرابة 4 مليون شخص حتفهم في الحال، بينما يعاني قرابة 5 مليون آخرين من الإصابات.
وفي برلين، سيلقى أكثر من 2 مليون شخص حتفهم، بينما يعاني أكثر من 1.5 مليون آخرين من الإصابات البالغة، كما يتواحد أكثر من 4.5 مليون شخص في دائرة الخطر الأكبر.
وفي باريس، قد يلقي قرابة 5 مليون شخص حتفهم خلال 24 ساعة من الانفجار، بينما يصاب 4.5 مليون آخرين، حيث يتواجد أكثر من 12 مليون شخص في دائرة الانفجار.
وفي كندا، سيكون أكثر من 1.3 مليون شخص في دائرة الانفجار، وسط توقعات بأن يلقي قرابة 600 ألف شخص حتفهم في 24 ساعة فقط، بينما يصاب 430 ألف شخص.
وفي روما، سيواجه قرابة 1.9 مليون شخص الموت الحتمي، بينما يصاب قرابة 1.4 مليون آخرين، حيث يتواجد أكثر من 4.5 مليون شخص في نطاق الانفجار.
وبحسب المجلة، ستعاني هولندا وتركيا وبولندا ووأرسو وإسبانيا ورومانيا والسويد وبوخارست وفنلندا من تأثيرات مماثلة.
وأضافت أن هناك الكثير من الحديث حاليًا عن الحرب النووية مع تصاعد الصراع بين الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي وروسيا بشأن الحرب في أوكرانيا، خصوصًا مع توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن مؤخرًا على عقيدة نووية محدثة كقانون يؤكد أن روسيا ستبذل "كل الجهود اللازمة للحد من التهديد النووي" وتهدف إلى منع تصعيد التوترات بين الدول التي قد تؤدي إلى "صراعات عسكرية، بما في ذلك الصراعات النووية".
كما تقول أيضًا أن الردع النووي يجب أن يضمن أيضًا "فهمًا من جانب الخصم المحتمل لحتمية الانتقام في حالة العدوان على الاتحاد الروسي أو حلفائه".