قال الجيش اللبناني إنه يرسل مزيدًا من القوات إلى جنوب لبنان يوم الأربعاء مع بدء سريان وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة بين إسرائيل وحزب الله، وتزامن ذلك عودة آلاف النازحين اللبنانيين إلى المناطق التي دمرتها الضربات الإسرائيلية.
وازدحمت الطرق المؤدية إلى خارج بيروت العاصمة بسيارات مسرعة، حيث سعى الناس إلى العودة إلى المدن والقرى الجنوبية التي دمرتها الحرب الأكثر دموية منذ عقود.
وتكدست الحقائب والفرش والبطانيات على أسطح السيارات المتجهة جنوبًا، حتى مع تحذير جيش الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين من العودة فورًا إلى بعض المناطق وإعلانه حظر التجول في معظم أنحاء جنوب لبنان حتى صباح الخميس.
وبموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة الولايات المتحدة وفرنسا، ستسحب إسرائيل قواتها من لبنان خلال الأيام الستين المقبلة؛ وسيقوم حزب الله بنقل مقاتليه إلى الشمال من نهر الليطاني، الذي يمتد بشكل موازٍ للحدود الإسرائيلية اللبنانية؛ وسيقوم الجيش اللبناني بإرسال المزيد من القوات إلى جنوب البلاد.
قوافل عسكرية
وشوهدت قوافل عسكرية لبنانية على الطرق في جنوب لبنان في وقت مبكر من صباح الأربعاء.
وقالت القوات المسلحة اللبنانية في بيان إن الجيش يعزز انتشاره في القطاع الجنوبي من الليطاني ويوسع سلطة الدولة بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان أو "يونيفيل"، وهي قوة حفظ سلام دولية.
وأدى العدوان الإسرائيلي منذ أكتوبر الماضي إلى نزوح أكثر من مليون شخص. وقد اشتدت حدة القتال في الأشهر الأخيرة مع استهداف إسرائيل زعماء حزب الله القدامى، وغزو جنوب لبنان.
انتصار المقاومة
وقال الكاتب اللبناني منور محمد، إنه بعد دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، عاد الهدوء إلى الضاحية الجنوبية لبيروت وعاد السكان إليها. وعلى الرغم من الدمار الواسع الذي طال المنازل والمحال التجارية، إلا أن الأجواء مليئة بالفخر والصمود، حيث يبرز الانتصار كعنوان أساسي لهذه المرحلة.
وأضاف محمد لـ"الدستور"، أن انتصار المقاومة لا يُقاس بالخسائر المادية، بل بتحقيقها أهدافًا استراتيجية ومنع العدو من فرض إرادته. متابعًا: لقد أظهرت المقاومة، رغم كل الصعوبات، قوة لم يسبق لها مثيل، واستطاعت الصمود في وجه أعتى آلات الحرب العالمية، لتخرج من المعركة أقوى وأكثر تنظيمًا، وقد أثبتت قدرتها على إدارة المعركة سياسيًا وعسكريًا على مستوى إقليمي ودولي.
وشدد على أن قرار وقف إطلاق النار بحد ذاته يُعتبر اعترافًا واضحًا بفشل العدو في تحقيق أهدافه، ونجاح المقاومة في تثبيت قواعد اشتباك لصالحها. فالمقاومة اليوم ليست فقط قوة عسكرية، بل حالة وطنية وشعبية صلبة يدعمها لبنانيون من مختلف المناطق، متحدين في وجه العدوان.
وحول الالتزام الإسرائيلي بوقف إطلاق النار، أوضح محمد أن هناك حذرًا مشروعًا بالنظر إلى تاريخ إسرائيل الحافل بخرق الاتفاقيات. لكن اليوم، المقاومة في أوج قوتها، وأي خرق للاتفاق سيواجه برد حاسم يجعل العدو يعيد حساباته.
واختتم الكاتب اللبناني بقوله: "المقاومة انتصرت، وهي الآن أقوى من أي وقت مضى، بشعبها وسلاحها ووعيها، ما يجعلها قادرة على مواجهة أي تحديات مستقبلية وحماية لبنان من أي اعتداء جديد".