تعزيز الثقافة والهوية الدينية

تعزيز الثقافة والهوية الدينية
تعزيز
      الثقافة
      والهوية
      الدينية

الثلاثاء 26/نوفمبر/2024 - 11:12 م 11/26/2024 11:12:21 PM


تعني الثقافة الوطنية، في المعجم اللغوي، "ما يميزها عن غيرها من معارف وعلوم وفنون وعادات وتقاليد، أي كل ما هو مرتبط بحضارتها. في ما تعني الهوية الوطنية، بالمعجم نفسه، "معالمها وخصائصها المميَّزة وأصالتها".
لنا ثقافتنا المصرية الممتدة من عصور الفراعنة إلى العصر الحاضر واللحظة الراهنة، ثقافة عظيمة أخضعت العالم لجمالها وجلالها سرمديا، تختلف عن غيرها من الثقافات البعيدة والقريبة، لكنها تلتقي مع جميع الثقافات من خلال نقاط التقاء عامة، تسمح بالتفاعل وتبادل الخبرات، ولكي نعزز ثقافتنا، والمعنى نقويها وندعمها ونشددها ونجعلها عزيزة (لها مكانتها وتقديرها) علينا أن نعرفها أولا معرفة حقة، ونضبط إيقاعها، ونحرص على نشرها بصورة إيصالية باهرة، تحقق عالميتها الحاصلة فعليا والمنشودة في كل حين، ثقافتنا العامة والشعبية والأساسية والمضادة والمهنية.
لدينا مبان شتى تابعة لوزارة الثقافة بوسعها القيام بأدوار رائعة في هذا الشأن: المجلس الأعلى للثقافة، الرقابة على المصنفات الفنية، أكاديمية الفنون، الهيئة المصرية العامة للكتاب، المركز الثقافي القومي- دار الأوبرا، معهد الموسيقى العربية، الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، صندوق التنمية الثقافية، المركز القومي للترجمة، الأكاديمية المصرية للفنون بروما، الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، قطاع شئون الإنتاج الثقافي، البيت الفني للمسرح، السيرك القومي، المركز القومي للسينما، المركز القومي للمسرح، البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، قطاع الفنون التشكيلية، دار النسجيات المرسمة بحلوان، العلاقات الثقافية الخارجية، المركز القومي لثقافة الطفل.
هذه المباني، بأسمائها الفخمة، لا تستطيع أن تؤدي مهماتها على أكمل وجه إلا إذا توفرت لها إدارات واعية نشيطة يقظة الضمائر، وهذه مهمة الدولة في الصميم، فإن أحسنت الدولة الاختيار قامت هذه الإدارات، بأوصافها المذكورة، بنفث روح المعاني في المباني فملأتها باليقين بدلا من الريب.
في المسألة الدينية، وكم هي بالغة الحساسية، نحن من الأمم التي لا توجد لديها مشكلات عويصة تتعلق بهذا الأمر، نعاني من التشدد والمتشددين، لكننا نغلب التسامح على التشدد عموما، ونحاصر المتشددين ونقطع مددهم، نعترف بالأديان السماوية الثلاثة اعترافا كاملا، بل نتخطى ذلك، نسبيا، إلى الاعتراف بالاختيارات في نطاق "الأفكار السماوية ونقائضها" ما دامت محدودة بأشخاصها، وإن كانت الأغلبية العددية وضعت الإسلام في المقدمة؛ فإن الإيمان بالتوراة والإنجيل جزء أصيل من العقيدة المحمدية كما هو معلوم. 
المؤسسات الدينية عندنا، وعلى رأسها الأزهر الشريف طبعا، تتسم بالبساطة لا التعقيد، وعلماؤها الأجلاء، والدولة لا تبخل عليهم بدعم، دأبوا على تصحيح المفاهيم الخاطئة، وضرب الفتن في مهدها قبل نهوضها وتفشيها في المجتمع المسالم الذي يتمسك أفراده باتحادهم وينبذون التفرق والشتات، ولو كان ثم اختلال في الخطب المنبرية أو مناهج الدعاة أو المقررات الدراسية في المعاهد الإسلامية وما إلى ذلك، ومثله موجود للأمانة، فإن نقد الحالة الدينية أكثر شيء مسموح به تقريبا، والأوضاع البائسة تتغير على كل حال، وإن كان التغير بطيئا نوعا ما.
ثقافتنا عنواننا وديننا اعتزاز نفوسنا، وعلينا أن نحرر الثقافة من عقليات الموظفين الكسالى والبيروقراطيين، وأن نطهر الدين من أدناس الجهلاء والمظلمين؛ فنكون الأمة القائدة لا المنقادة، وهو ما يليق بأمة الأهرام والنيل والبشر اللَّمَّاحين الودعاء.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق فنانون ينعون والدة أحمد مكي بكلمات مؤثرة
التالى حزب الله يستهدف تجمعات لجيش الاحتلال الإسرائيلي بالصواريخ