على رمال شاطئ بورسعيد، حيث يمتزج صوت الأمواج بذكريات الزمن الجميل، يقف «عم أحمد» المصور السبعينى، الذى تحول إلى أيقونة للمدينة الباسلة بملامح تحمل تاريخًا طويلًا من الشغف بالكاميرا، ويروى حكايات خاصة سجلها بعدسته التى يعتبرها صديقه الوفى.
بدأ «عم أحمد» مشواره فى التصوير بالكاميرات ذات الأفلام الأبيض والأسود، ليُوثق من خلالها زيارات مهمة للمدينة، منها زيارة الفنانة الكبيرة وردة التى أضاءت سماء بورسعيد فى حفل «أضواء المدينة»، كما كان حاضرًا بعدسته خلال زيارة الرئيس الراحل أنور السادات للمدينة، واصفًا تلك اللحظات بقوله: «اللحظات دى مش مجرد صور، دى كانت تاريخ».
ومع تطور الكاميرا انتقل «عم أحمد» من كاميرا الأبيض والأسود إلى الكاميرات الرقمية الحديثة، ورغم تقدم التكنولوجيا، بقيت روحه الشغوفة كما هى، فيتحدث بابتسامة عن الفارق الكبير بين التصوير عبر النوعين، قائلًا: «زمان الصورة كانت بخمسة صاغ، النهارده بـ٢٥ جنيه. بس قيمة الذكرى ما بتتغير».
ولم تكن مهمة «عم أحمد» تقتصر على التصوير فقط؛ فقد أصبح جزءًا من حياة الناس فى بورسعيد، فيقول: «فى ناس كتير كانوا بييجوا للبحر يحكوا مشاكلهم ويبكوا، وأنا كنت بسمعهم، حسيت إن الكاميرا مش بس لالتقاط الصور، دى كمان لالتقاط الأحاسيس».
وعلى مدار عقود، التقط صورًا لأجيال متعاقبة، وكثيرون ممن صورهم أطفالًا كانوا يعودون الآن بأبنائهم للبحث عنه، فيضحك وهو يقول: «الناس بتسأل فين عجلة التصوير بتاعة زمان؟ هما بيدوروا على ذكرياتهم».
ويمثل «عم أحمد» قصة عشق مع الكاميرا وشاطئ بورسعيد، هو ليس فقط مصورًا، بل شاهد على حياة المدينة وأحداثها وذكرياتها، مختتمًا حديثه بقوله: «أنا عشت عمرى كله بين الناس والكاميرا، وربنا كرمنى بحبهم».