أطلقت النرويج جائزة جديدة للترجمة باسم الكاتب "يون فوسه"، في محاولة لتعزيز مهنة "غير مرئية جزئيًا" وغالبًا ما تكون ذات أجر ضعيف وتتعرض لتهديد متزايد بسبب الترجمة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
ما قصة جائزة "يون فوسه" للمترجمين وما قيمتها المادية؟
وتسمى الجائزة باسم "يون فوسيه" للمترجمين، وهي على اسم الروائي والكاتب المسرحي النرويجي الذي فاز بجائزة نوبل في الأدب لعام 2023، وستكافئ جائزة فوسيه للمترجمين عملًا واحدًا كل عام بمبلغ 500 ألف كرونة نرويجية (أي 36 ألف جنيه إسترليني) للمساهمة في ترجمة الأدب النرويجي، بشكل خاص إلى لغة أخرى.
ووفقًا لصحيفة "ذى جارديان" البريطانية، فقد تم تمويل هذه الجائزة من قبل الحكومة النرويجية وتديرها المكتبة الوطنية في أوسلو، وهي مخصصة حصريًا لأولئك الذين يقومون بالترجمة من اللغتين البوكمالية والنينورسك وهي لغات السكان الأصليين في النرويج، ومن معايير الكتابة الرسمية هناك.
أطلقت النرويج سعرًا جديدًا للترجمة يعد من بين الأعلى من نوعه في دول أوروبا، في محاولة لتعزيز مهنة "غير مرئية جزئيًا" وغالبًا ما تكون ذات أجر ضعيف وتتعرض لتهديد متزايد من الترجمة الآلية، على حد وصف الجائزة.
وقال مدير المكتبة الوطنية في النرويج، أسلاك سيرا ميهري: "بالنسبة للغة صغيرة مثل اللغة النرويجية، يعد عمل المترجمين المتفانين فيها أمرًا بالغ الأهمية" مضيفًا: “إنه عمل شاق ومبدع وغير مرئي إلى حد ما، فإن الأدب سقرب بين الناس والثقافات”.
وبالإضافة إلى جائزة الترجمة، تنظم أوسلو، محاضرة سنوية للكاتب يون فوسيه، أولها سيقام في القصر الملكي بالعاصمة النرويجية في أبريل المقبل، ويقدمها الفيلسوف الفرنسي جان لوك ماريون، وهو أحد طلاب جاك دريدا السابقين ومن أهم الفلاسفة في الأكاديمية الفرنسية.
جائزة "يون فوسه" للمترجمين ضمن أعلى جوائز الترجمة في أوروبا
وتأتي جائزة الترجمة الجديدة في أعقاب ضجة حول الصادرات الأدبية من بلد يبلغ عدد سكانه 5.5 مليون نسمة فقط، ولا تضم الكتب فقط الحائز على جائزة نوبل فوسيه، بل تضم أيضًا رواد أدب السيرة الذاتية مثل كارل أوف كناوسجارد، وفيجديس هورث، ولين أولمان.
وأشارت صحيفة ذى جارديان، إلى أن قيمة الجائزة تجعلها واحدة من جوائز الترجمة الأكثر ربحية في أوروباـ وتأتي في المرتبة الثانية بعد جائزة "مارتينوس نيجهوف" السنوية للترجمة وقيمتها 50 ألف يورو والتي يتم توزيعها كل عام من قبل مؤسسة الأمير برنهارد الثقافية الهولندية منذ الخمسينيات.
تمنح معظم جوائز الترجمة في عالم اللغات الأنجلوسكسونية، مثل جائزة PEN America للترجمة أو جائزة Society of Author's TA First Translation، للفائز بها عادة مبلغًا قدره حوالي 3000 جنيه إسترليني.
وتأتي جائزة “يون فوسه”، بعد حالة من الجدل التي أثارتها أكبر دار نشر في هولندا، (VBK)، بعدما أعلنت عن استتخدامها للذكاء الاصطناعي للمساعدة في ترجمة عدد محدود من عناوين الروايات التجارية، مما أثار مخاوف الكثير من المترجمين حول العالم، بشأن شروط الأجور المستقبلية للمترجمين.