أوضح الكاتب والمحلل السياسي اللبناني محمد الرز، أن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين أكد بعد لقائه رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن 90% من بنود مسودة اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان قد تم الاتفاق عليها.
ومع ذلك، تبقى العقدة الكبرى في 10% من البنود، التي تتضمن أخطر قضيتين.
وأشار الرز في تصريحات لـ الدستور، إلى القضيتين هما حرية إسرائيل في التحرك عسكريًا نحو لبنان، وطلب لبنان تعديل هذا البند ليشمل حرية الطرفين في مواجهة أي خطر محتمل، مع ضمانة أميركية بعدم تنفيذ إسرائيل ضربات استباقية، مضيفًا:" في المقابل، طالبت إسرائيل بتأييد أميركي لأي عملية عسكرية قد تواجه "خطرًا من لبنان".
أردف:" القضية الأخرى، تشكيل اللجنة الدولية للإشراف على تنفيذ القرار الأممي 1701: يسعى لبنان إلى اقتصار اللجنة على أميركا وفرنسا ودولة عربية، بينما رفض نتنياهو مشاركة فرنسا بسبب ما وصفه بـ"عداء الرئيس ماكرون لإسرائيل".
هوكشتاين يعود لواشنطن وسط صمت أميركي وترقب لإعلان الاتفاق
إلى ذلك، أكد الرز أن الموفد الأمريكي عاد إلى واشنطن ملتزمًا الصمت حيال بنود الاتفاق، في حين أبلغت السفارة الأميركية في بيروت الرئيس نبيه بري أن الأجواء مع نتنياهو كانت إيجابية. من جهة أخرى، نشرت صحيفة "معاريف" أن الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بات وشيكًا، وقد يتم خلال أيام.
تصعيد إسرائيلي يهدف لتغيير موازين القوى على الأرض
أشار الرز إلى أن الجيش الإسرائيلي صعّد عملياته العسكرية في لبنان في محاولة لتحقيق أي إنجاز ميداني يدفع حزب الله إلى تقديم تنازلات في مواجهة العرض الأميركي. ومع ذلك، تمكنت المقاومة اللبنانية من تكبيد جيش الاحتلال خسائر فادحة، حيث اعترف الإسرائيليون بإصابة 1048 من جنودهم وتدمير 45 دبابة وآلية خلال أقل من شهرين، مع فشل الجيش في التمركز بأي موقع لبناني وإجباره على الانسحاب تحت الضغط.
نتنياهو: فشل سياسي وعسكري وعزلة دولية متزايدة
يرى الرز أن نتنياهو يواجه مأزقًا تاريخيًا في ظل الفشل الميداني في لبنان، بالإضافة إلى الملاحقة القضائية من المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت قرارًا باعتقاله كمجرم حرب. وأوضح أن هذا القرار يمثل ضربة قاصمة لطموح نتنياهو السياسي، حيث كان يسعى ليصبح أحد "ملوك إسرائيل التاريخيين".
وأضاف: "ما زاد من ارتباك نتنياهو هو التزام معظم دول حلف الناتو بقرار المحكمة الجنائية الدولية، وهو الذي لطالما أعلن أن حروبه تهدف إلى تثبيت قيم الغرب ضد الإرهاب، فإذا به الآن يُتهم بممارسة الإرهاب ذاته".
تصرفات نتنياهو تعكس فقدانه للسيطرة
وصف الرز ردود أفعال نتنياهو الأخيرة بأنها "قمة الهزل". ففي الوقت الذي يدمر فيه الطيران الإسرائيلي ثلاثة أبنية في بيروت لاغتيال مسؤول أمني تبين عدم وجوده، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي اتهامات واسعة بشأن تسريبات داخلية، ويصف قرار الجنائية الدولية بحقه بأنه "معادٍ للإنسانية".
انعكاسات فقدان صواب نتنياهو على لبنان والمنطقة
اختتم الرز تصريحه بالإشارة إلى أن تصرفات نتنياهو تشير إلى ارتباك سياسي كبير يعكس فقدانه للسيطرة على الأوضاع داخل إسرائيل وعلى الساحة الإقليمية، مؤكدًا أن استمرار الضغط الدولي والميداني على إسرائيل قد يقود إلى نهاية سياسية تراجيدية لنتنياهو، الذي كان يأمل أن يُسجل اسمه في التاريخ كزعيم قوي، لكنه قد يُذكر كأحد القادة الأكثر إثارة للجدل والفشل في تاريخ إسرائيل.
