أزيح الستار عن جدارية الشاعر الكبير سميح القاسم، اليوم الأحد في مدينة البيرة، وذلك تخليدا لإرثه الثقافي، بحضور عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، وسفراء، وشخصيات رسمية واعتبارية، وقيادات من الداخل وعائلة الشاعر الراحل سميح القاسم، وذلك تحت رعاية رئيس الوزراء الفسلطيني د. محمد مصطفى.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني د. محمد مصطفي في بيان صحفي: "في هذه الأوقات العصيبة التي يتعرض فيها أهلنا في غزة لعدوان همجي يمتد ليشمل كل فلسطين، نتضرع بالرحمة للشهداء وندعو بالشفاء للجرحى. وبتوجيهات السيد الرئيس محمود عباس، نحتفي اليوم بذكرى الشاعر الكبير سميح القاسم، الذي جسد معاناة وأمال شعبنا من خلال كلماته".
ورحب مصطفى بأقارب الشاعر سميح القاسم، زوجته نوال، وابنه وطن، والأديبة نَسب، والقادة والمثقفين من الداخل، الأخ محمد بركة والأخ أيمن عودة والاخ عصام خوري ومحمد البكري وجميع من حضر معهم اليوم، الذي يعبر وجودهم عن وحدة شعبنا.
وتقدم رئيس الوزراء بالشكر لوزارة الثقافة وعلى رأسها الوزير عماد حمدان على هذا الجهد المميز ولدعمهم الدائم للآداب والفنون والهوية الفلسطينية، ولبلدية البيرة على تعاونها الدائم وتوفيرها الفضاءات الثقافية، مشددا على أهمية الأدب والفن كأدوات دفاع عن روايتنا الفلسطينية.
واختتم مصطفى: "عاشت فلسطين حرة وثقافتنا سلاحًا في مواجهة الاحتلال، وقنديلًا للأمل في طريق الحرية".
من جانبه، قال وزير الثقافة: "نشهد اليوم إزاحة الستار عن جدارية خصصت للشاعر الراحل سميح القاسم الذي يعد من أبرز أعلام الأدب العربي، ومن كبار الشعراء الذين تركوا بصمة واضحة في الوجدان الفلسطيني والعربي".
وأضاف حمدان، إن هذه اللحظة ليست مجرد مناسبة ثقافية، بل هي تكريم لأيقونة أدبية، هذا الشاعر العظيم الذي كان صوته صوتا مناديا للحرية، وقلمه سلاحا في مواجهة الظلم والاحتلال، وشعره نبراسا مرشدا للأجيال المتعاقبة".
وتابع وزير الثقافة: "لقد جاءت هذه المبادرة الطيبة، بتوجيهات من السيد الرئيس محمود عباس، وتعليمات من دولة رئيس الوزراء د. محمد مصطفى وفاء وتخليدا لذكرى الراحل سميح القاسم، في إطار الاحتفاء بالمبدعين الذين قدموا للوطن وللمجتمع إرثا من العطاء والتميز".
وأردف حمدان، إن تكريم الشاعر سميح القاسم من خلال هذا العمل الفني، هو دعوة لجميع الأجيال القادمة للاحتفاظ بالذاكرة، وللعمل على تعزيز الهوية الثقافية الوطنية، وللتمسك بالتراث الأدبي، الذي يعكس روح الشعب الفلسطيني في سعيه نحو الحرية والكرامة".
وأضاف وزير الثقافة، إن هذه الجدارية ليست مجرد تكريم لشخص الشاعر فحسب، بل هي تكريم لكل من يسعى للإبداع والفكر الحر، لكل من يعمل على إضاءة الطريق بالفن والكلمة، ويمضي نحو المستقبل بثقة وعزم. آملين أن تكون هذه الجدارية مصدر إلهام للجميع، وأن تبقى ذاكرة حية، شاهدة على ما قدمه الشاعر الراحل للأدب والفكر والحرية".
وقدم حمدان الشكر لبلدية البيرة، رئيسا وأعضاء وطواقم عمل، على ما أبدوه من تعاون مميز، وشراكة حقيقية في إقامة هذه الجدارية، وللفنان الكبير يوسف كتلو، الذي قدم لنا عملا فنيا، يعكس ببراعة وجمال روح الشاعر سميح القاسم، وجعل من هذه الجدارية، رمزا للثورة والكلمة الحرة، بالإضافة لكوادر وطواقم وزارة الثقافة مؤكدين أن وزارة الثقافة ستستمر في دعم وتنفيذ المشاريع الثقافية، التي تحتفي بعطاء المبدعين وتساهم في إثراء المشهد الثقافي.
من جانبه، قال رئيس بلدية البيرة بالإنابة روبين الخطيب: "من مدينتكم مدينة البيرة بوابة القدس ومن على بعد خطوات من ميدان فلسطين هذا الميدان الذي جبل ترابه بدماء الشهداء والجرحى من أبناء المدينة الصامدين، هذا المكان الذي غرست ذكراه بقلوبنا وعقول الآلاف من أبناء شعبنا على مدار العقود الماضية".
وأضاف الخطيب: "اننا نؤكد أن الفن لم يفارق يوميا مسيرة النضال وان هذا العمل الفني الذي نفتخر باحتضانه على أرضنا وبشراكة فاعلة وحقيقية مع وزارة الثقافة، وصدق شاعرنا حين قال: هددوا وشردوا ويتموا وهدموا، لن تكسروا أعماقنا، لن تهزموا أشواقنا".