قبل فجر اليوم الأحد، تعرضت دورية أمن عام أردنية، تكمن في منطقة من غرب العاصمة الأردنية عمان، إلى عملية إجرامية، وتمكن أفراد الدورية من قتل مطلق العيارات النارية باتجاه رجال الأمن في منطقة الرابية، الذي كشف مصدر أمني أردني مسؤول أنه مطلوب ولديه سجل إجرامي سابق على خلفية قضايا جنائية عدة من أبرزها قضايا المخدرات.
وبين الأمن العام، أن من بين القضايا المسجلة بحق هذا الشخص: حيازة المخدرات وتعاطيها وفي أكثر من قضية، والقيادة تحت تأثير المواد المخدرة، وإلحاق الضرر بأملاك الغير، ومخالفة قانون الأسلحة النارية والذخائر.
وفي التفاصيل التي حصلت عليها "الدستور"، تبين أن مطلق الأعيرة النارية كان قد بادر وبشكل مباشر بإطلاق النار تجاه طاقم دورية أمنية (نجدة) كان تتواجد في المكان قاصدًا قتل أفرادها بواسطة سلاح أتوماتيكي كان مخبئًا بحوزته، إضافةً إلى عدد من الزجاجات والمواد الحارقة.
تطبيق قواعد الاشتباك بحرفية
وكشفت المصادر الرسمية، أن رجال الأمن العام الأردني، اتخذوا الإجراءات المناسبة للدفاع عن أنفسهم وطبقوا قواعد الاشتباك بحرفية عالية، للتعامل مع هذا الاعتداء.
وفي ذات السياق، أعلنت إدارة الأمن العام الأردنية، فجر الأحد، إطلاق نار في منطقة الرابية في العاصمة الأردنية، عمّان، ما أدى إلى إصابة 3 رجال أمن.
وأكد البيان، أن قوات الأمن التي كانت تقوم بعملها في حفظ الأمن داخل عمان تعاملت مع حادثة إطلاق عيارات نارية تجاه إحدى الدوريات العاملة في منطقة الرابية في العاصمة عمان، وقالت إن شخصًا أطلق النار على دورية عاملة في المنطقة، حيث تحركت قوة أمنية إلى الموقع وحددت موقع مطلق النار الذي حاول الفرار.
وأضاف البيان، أنه جرى مطاردته ومحاصرته فبادر إلى إطلاق العيارات النارية باتجاه القوة الأمنية، والتي طبقت بدورها قواعد الاشتباك مما أسفر عن مقتل الجاني.
وتابعت: "أصيب أثناء العملية 3 من رجال الأمن العام وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج وحالتهم العامة متوسطة، فيما تباشر جهات الأمن التحقيقات.
وكان شهود - بحسب ما نسبت فضائية "سي ان ان" - قد أكدوا في وقت سابق، أن الشرطة الأردنية فرضت طوقًا أمنيًا في محيط السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمان، بعد سماع طلقات نارية.
لا صحة لتحليق طائرات مُسيّرة في محيط السفارة الإسرائيلية
ونفت مصادر حكومية، ما كان أفاد به شهود عيان من سكان الرابية، بأن الأجهزة الأمنية الأردنية أغلقت فجر اليوم، الطرق المؤدية إلى السفارة الإسرائيلية في عمان، كما نفت تحليق أو رصد طائرات مُسيّرة في محيط السفارة.
وكانت الأجهزة الأمنية قد أصدرت تعليمات مباشرة للسكان بالبقاء في منازلهم وعدم مغادرتها حفاظًا على سلامتهم، في حين لم تصدر الجهات الرسمية حتى الآن أي تصريح بشأن طبيعة الحدث أو أسبابه.
من جهته، قال وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، إن حادثة إطلاق النار التي جرت فجر اليوم الأحد، في منطقة الرابية، تعد اعتداءً على قوات الأمن العام التي تقوم بواجبها.
وأضاف الدكتور المومني، أن استقرار الأردن وأمنه خط أحمر ولن يسمح بالعبث به، مبينًا أن المساس بأمن الوطن والاعتداء على رجال الأمن العام سيقابل بحزم لا هوادة فيه، وسينال أي مجرم يحاول القيام بذلك القصاص العادل.
وأكد أن الاعتداءات التي جرت اليوم من خارج على القانون ومن أصحاب سجلات إجرامية مرفوضة ومدانة من كل أردني شريف، مشددًا على أن قوة الأردن واستقراره هي الأساس الصلب لإسناد قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
التحقيقات الأمنية قائمة
وعزز الأمن العام والأجهزة الأمنية الأردنية كافة، عملها وتولّت التحقيقات الأمنية القائمة منذ الصباح، حول الحادث لمعرفة كافة التفاصيل والارتباطات وإجراء المقتضيات الأمنية والقانونية بموجبها.
واطمأن رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي، على الوضع الصحي لرجال الأمن العام، الذين تعرضوا لإصابات بحادثة إطلاق النار على إحدى دوريات الأمن العام العاملة في منطقة الرابية.
ونقل "العيسوي" للمصابين الأربعة، تحيات جلالة الملك عبدالله الثاني، وتمنياته لهم بالشفاء العاجل.
وفي وقت متزامن، اطمأنَّ رئيس الوزراء الأردني الدكتور جعفر حسَّان، على صحَّة المصابين من طاقم الدوريَّة الأمنية، الذين أصيبوا أثناء أدائهم الواجب، وتمنى لهم الشفاء العاجل وأن يعودوا لأداء مهامهم في خدمة الوطن والحفاظ على أمنه وسلامة مواطنيه، مشيدًا بجهود جميع أجهزتنا الأمنيَّة وتضحياتهم الكبيرة.
كما اطمأنَّ على صحَّة المصابين وزير الداخليَّة مازن الفراية، ومدير الأمن العام اللِّواء الدكتور عبيد الله المعايطة.
وأصدر مجلس الأعيان وومجلس النواب بيانات شجبت الحادث، ولفت رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، إلى ضرورة الالتفاف الوطني، ودعا أبناء الوطن للوقوف خلف القيادة الهاشمية والقوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية في تصديهم بكل قوة وحزم لكل من يحاول العبث بأمننا واستقرارنا.
من جهته، قال رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي، إن أمن الأردن واستقراره فوق كل اعتبار، مؤكدًا أن المجلس وأبناء الشعب الأردني كافة يقفون بحزم وثبات خلف قيادتهم وجيشهم وأجهزتهم الأمنية بمواجهة قوى الظلام والإرهاب التي تحاول عبثًا ووهمًا النيل من هذا الحمى.
رئيس النواب، قال: نؤكد في مجلس النواب وقوفنا خلف القائد الأعلى للقوات المسلحة الملك عبدالله الثاني، وخلف كل جهد وعمل بطولي يقوم به قيادات الجيش والأجهزة الأمنية في الذود عن الوطن، ونقول لكل من يقف وراء قوى التطرف والإرهاب إن الأردن كان وسيبقى عصيًا على أطماعكم ولن تنالوا من الأرض الأردن إلا الهوادة والصلابة، وسيبقى الأردن على عهده في الدفاع عن البلاد وقضاياها العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
شهادة من سكان منطقة الرابية
ونشرت الفنانة التشكيلية، هيلدا حياري، التي تسكن في منطقة الرابية، شهادة أولية انطباعية، تصف فيها طبيعة الحادث الإرهابي وكتبت على موقعها في "الفيس بوك": "كانت ليلة صعبة، وللأسف مضطرين نستغني عن شباب الدلفري لأن بعض الإرهابيين ينتحلون شخصيات شباب الدليفري".