مع قدوم فصل الشتاء، حذرت وكالات الإغاثة الدولية من تفاقم معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، في ظل غياب أبسط مقومات الحياة، وقد أعلنت الأمم المتحدة أن أزمة النازحين الفلسطينيين في القطاع تتفاقم في ظل غياب آليات فعالة لتوزيع المساعدات الإنسانية، مما يزيد من حجم المعاناة الإنسانية اليومية، بحسب ما ذكرته قناة "دي أم سي"، في نشرتها الإخبارية.
ويعيش مئات الآلاف من النازحين في قطاع غزة موسمًا جديدًا من المعاناة، حيث يتفاقم الوضع الإنساني نتيجة الحصار والعدوان المتواصل. يختبئ هؤلاء النازحون في خيام متداعية لا توفر لهم الحماية من البرد القارس أو الرياح العاتية، بينما تتسرب مياه الأمطار إلى داخل هذه الخيام، مما يزيد من معاناتهم.
و يعاني المرضى، وكبار السن، والنساء، والأطفال من ظروف معيشية قاسية في ظل نقص حاد في المواد الأساسية.
أزمة شتاء ثانية وسط الدمار
تجددت المخاوف لدى النازحين الفلسطينيين مع دخول الشتاء الثاني لهم في ظل استمرار الحرب. بعد أن شهدوا في العام الماضي أمطارًا غمرت خيامهم بالكامل، عاشوا أسوأ أيامهم في ظل برد قارس وغياب كامل للكهرباء والتدفئة، ورغم أن القصف الإسرائيلي المتواصل طال كافة أرجاء القطاع، فإن العودة إلى المنازل أصبحت مستحيلة للكثيرين، فبالنسبة لمن نجا منزله من القصف، لا يمكنهم العودة بسبب الدمار الذي لحق بالبنية التحتية. أما من دُمرت بيوتهم، فإنهم يضطرون للعيش وسط الركام ويكابدون للبقاء على قيد الحياة.
ووفقًا للأمم المتحدة، يعاني حوالي مليوني نازح في غزة من شح شديد في المواد الأساسية، وخاصة في ما يتعلق بالمأوى والغذاء والرعاية الصحية، فقد دمر القصف الإسرائيلي المستمر نحو 70% من المباني في القطاع، مما فاقم من حدة الأزمة الإنسانية.
وأكدت المنظمة الأممية أن غياب آليات فعالة لتوزيع المساعدات الإنسانية جعل الوضع أكثر سوءًا، بينما يواجه السكان نقصًا حادًا في الغذاء والدواء والرعاية الصحية، ما يهدد حياة مئات الآلاف من الأسر.
كما تفاقمت أوضاع النازحين الصحية، خاصة في ظل تردي الأوضاع في خيام اللجوء، وقد حذرت المنظمات الأممية من المخاطر الكبيرة التي قد يتعرض لها الأطفال الرضع، وكبار السن، والحوامل في هذه الظروف القاسية. غياب الرعاية الصحية، ونقص الأدوية، والمجاعة، قد يتسبب في تفاقم الحالات الصحية، مما يؤدي إلى حالات وفاة عديدة قد تضاف إلى الآلاف من القتلى والمفقودين نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة.