مدير "الصحفيين الفلسطينيين" لـ"الدستور": يُسمح بنهب المساعدات لتجويع أهالي غزة

أكد وائل الغول، مدير نقابة الصحفيين الفلسطينيين، أن الاحتلال الإسرائيلي يتواطأ مع مجموعات من اللصوص، ينفذون عمليات سرقة منظمّة للمساعدات الإنسانية التي يتم إرسالها إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذه السرقات تتم تحت مرأى ومسمع من القوات الإسرائيلية، التي تراقب الوضع وتسمح للعديد من اللصوص والمجرمين بسرقة شاحنات المساعدات في وضح النهار، دون أي تدخل من جيش الاحتلال.

الغول أضاف في تصريحات لـ"الدستور"، أن هذه المجموعات التي تعمل على سرقة المساعدات الضرورية، هي في الغالب تتعاون مع الاحتلال، وتنفيذ مخططات تهدف إلى إضعاف الشعب الفلسطيني وزيادة معاناته، مؤكدًا أن هذه المساعدات تشمل المواد الغذائية الأساسية والملابس والأدوية التي يحتاجها الفلسطينيون في غزة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في هذه المواد بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر. ويزداد الوضع سوءًا مع سرقة المساعدات من قبل هؤلاء اللصوص، ما يساهم في إطالة أمد المعاناة الإنسانية داخل القطاع.

استغلال الأزمات لفرض مزيد من الضغط

وأشار الغول إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يكتفي فقط بمنع وصول المساعدات إلى الفلسطينيين، بل يساهم بشكل غير مباشر في سرقتها عن طريق غض الطرف عن عمليات السرقة التي تتم في مناطق مختلفة من غزة. وهذا التصرف لا يقتصر على الإهمال، بل هو تواطؤ حقيقي بين الاحتلال وهذه المجموعات المسلحة، التي تقوم بسرقة المساعدات من أجل بيعها بأسعار باهظة، في وقت يعاني فيه الفلسطينيون من أزمات إنسانية لا تعد ولا تحصى.

كما لفت الغول إلى أن هذه العمليات تهدف إلى خلق فوضى داخل غزة، لزعزعة استقرار الشعب الفلسطيني،قائلًا:" فعندما يتعرض الفلسطينيون لحرمان من المساعدات الغذائية والطبية الأساسية، يتحول القطاع إلى مكان يعم فيه الجوع والمرض، مما يعزز في النهاية سياسة "حرب التجويع" التي يعتمدها الاحتلال ضد الفلسطينيين".

وأردف الغول، أن هذه السرقات تساهم في تقوية تأثير الاحتلال على الفلسطينيين، حيث يعزز الاحتلال من فرض واقع جديد على أرض القطاع، مفاده أن الفلسطينيين غير قادرين على إدارة حياتهم بشكل مستقل أو بمساعدة المؤسسات الدولية، ما يعكس فشل المجتمع الدولي في الوفاء بتعهداته تجاه الشعب الفلسطيني.

فيما يرى الغول  أن هذا الوضع لا يمكن السكوت عليه، خاصة وأن العديد من الأسر الفلسطينية أصبحت مهددة بالدمار الكامل نتيجة لهذه الأزمات المتتالية التي يقف وراءها الاحتلال.

مناشدة للضغط على المجموعات الخارجة عن القانون


إلى ذلك طالب الغول كافة المنظيمات الفلسطينية والمجتمع المحلي، بما في ذلك العائلات الفلسطينية، بالتحرك ضد هذه المجموعات التي تمارس عمليات السرقة، والتي لا تعي الأضرار الكبيرة التي تلحقها بالقطاع وبالمجتمع الفلسطيني بشكل عام. ووجه نداء إلى هؤلاء الشباب، الذين قد لا يكون لديهم الوعي الكامل بما يحدث حولهم، بأن يعيدوا النظر في أفعالهم، حيث إن سرقة المساعدات تُعتبر خيانة لقضية الشعب الفلسطيني، وتصب في مصلحة الاحتلال، الذي يستفيد من خلق هذه الفوضى.

كما دعا الغول المجتمع الفلسطيني إلى توعية هؤلاء الفتية والشباب من خلال العرف العائلي الذي يتمتع به أهل قطاع غزة، والذي يعد وسيلة فعالة للتأثير على هؤلاء الشباب لإيقاف هذه السرقات.

وقال إن معظم الأسر في غزة تعرف بعضها البعض، وبالتالي يمكن العائلات أن تضغط على أبنائها لوقف هذه الممارسات التي تضر بالوطن والمجتمع بشكل عام.

كما دعا مدير الصحفيين الفلسطينيين المجتمع الدولي ليتحمل مسؤولياته تجاه ما يحدث في قطاع غزة، مطالبًا بضرورة ضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل سلس وآمن، دون تعرضها للسرقة أو المنع من قبل الاحتلال أو المجموعات المتواطئة معه.

وأكد أن الشعب الفلسطيني في غزة يعاني من تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية، ويواجه تحديات كبيرة من أجل الحصول على أبسط حقوقه في الحياة من طعام ودواء وملابس.

الغول شدد على أن الفلسطينيين في غزة بحاجة إلى تضامن المجتمع الدولي ودعمه في هذه الفترة العصيبة. وأضاف أن كل هذا يحدث بينما لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يمعن في انتهاك القوانين الدولية، ويمنع وصول المساعدات إلى الفلسطينيين، ويستمر في فرض حصار خانق على القطاع منذ سنوات طويلة.

ضرورة وقف سياسات التجويع

كما طالب الغول المجتمع الدولي، وخاصة الدول التي تدعي دعم حقوق الإنسان، بأن ترفع صوتها وتضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف هذه السياسات التي تجوع الشعب الفلسطيني وتحرمهم من أبسط مقومات الحياة. واعتبر أن استمرار هذا الوضع يشكل فضيحة للمجتمع الدولي الذي لا يزال يغض الطرف عن معاناة الفلسطينيين.

وفي الختام، حذر وائل الغول من أن ترك هؤلاء اللصوص يواصلون سرقة المساعدات الإنسانية يساهم في تقوية الاحتلال الإسرائيلي ويمنحه فرصًا أكبر للسيطرة على غزة وفرض المزيد من القيود على الشعب الفلسطيني، مضيفًا أنه يجب على الجميع أن يتحمل المسؤولية ويعمل على حماية هذه المساعدات التي تعد أملًا وحياة للفلسطينيين الذين يعانون من ويلات الحروب والاحتلال.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أبوبكر الديب يكتب: الدبلوماسية الاقتصادية تنعش العلاقات بين مصر وعمان
التالى من المزارع إلى المستهلك.. "التموين" تطلق أسواق اليوم الواحد لتحقيق المنافسة العادلة وتخفيف الأعباء.. وخبراء يطالبون بحملات رقابية للقضاء على الاحتكار