تذخر الإسكندرية بالعديد من الأماكن الأثرية والتراثية والتي تتنوع بين الآثار اليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية، فضلاً عن العديد من الأماكن والمناطق التراثية التي تعبر عن تاريخ تلك المدينة متعددة الثقافات والتي ينبهر بها كل من يزورها.
وشهدت عروس المتوسط العديد من مشروعات تطوير المناطق الأثرية والتراثية لأحيائها مرة أخرى وتكون من أهم المزارات السياحية والتاريخية.
“الدستور” تستعرض أهم المشروعات التي قامت بها الدولة
شارع النبي دانيال
من أقدم وأعرق الشوارع بالإسكندرية، ويرجع تاريخه لتخطيط المدينة عاصمة إمبراطورية الإسكندر الأكبر منذ ما يزيد عن 23 قرنا من الزمان.
يضم شارع النبي دانيال الكنيسة المرقسية وهى أقدم كنيسة في إفريقيا ومعبد إلياهو هانبي وهو أقدم المعابد اليهودية التي شيدت في الإسكندرية، ومسجد النبي دانيال، ليكون بمثابة مجمع للأديان السماوية.
تم إطلاق مشروع تطوير شارع النبي دانيال ورفع كفائته، للارتقاء بمنطقة وسط مدينة الإسكندرية القديم الغنى بالعمارة والتخطيط المميز والذى يعكس تعددية ثقافات المدينة في عصرها الذهبى في منتصف القرن العشرين.
واستهدف المشروع إحياء التراث والحفاظ على طبيعة الشارع، وترميم ودهان جميع المباني الموجودة في الشارع مع الالتزام بكود اللون الأصلي للمباني التراثية وترميم ما هو بحاجة إلى ترميم للحفاظ عليها.
تم توفير ممرات آمنة ومريحة تسهل على المواطنين التحرك في الشارع، كما تم إضافة إضاءات تتناسب مع الشارع مماثلة للإضاءات المتواجدة بمحيط المتحف اليوناني الروماني، وتوحيد شكل محال بيع الكتب الشهيرة في الشارع والتي تعد جزءً من تراثه.
المتحف اليوناني الروماني
تم إعادة افتتاح المتحف اليوناني الروماني بعد 18عامًا من إغلاقه، حيث خضع المتحف لمشروع تطوير كبير لإعادة إحياء أكبر متاحف الإسكندرية ليكون أكبر متحف للآثار اليونانية والرومانية في حوض البحر المتوسط.
تضمنت أعمال تطوير المتحف، ترميم واجهة المتحف الكلاسيكية، ودهانات الحوائط من الخارج والداخل، وتطوير منظومتي الإضاءة والمراقبة، ورفع كفاءة الخدمات المقدمة للزائرين وإتاحة المتحف لاستقبال السياحة الميسرة من ذوي الهمم حيث تم تخصيص دورات للمياه ومصاعد، وأماكن للتربية المتحفية لهم.
بداخل المتحف تم عرض 6000 قطعة آثرية في 44 فاترينة، بسيناريو عرض متحفي مميز لتغطية مساحات تاريخية كبيرة من تاريخ مصر القديمة بوجه عام والإسكندرية بوجه خاص وإبراز المزج الفكرى والفنى بين الحضارات المصرية القديمة واليونانية والرومانية والقبطية والبيزنطية لجذب الزائرين.
أقيم مبنى المتحف على دورين، بجانب الميزانين، ويضم الدور الأرضي 27 قاعة عرض، ويقع الدور الأول على مساحة كبيرة مفتوحة، أما الميزانين يضم 4 قاعات لخدمة الزائرين، تشمل: قاعة للدارسين، وقاعة التسجيل والتوثيق في المتحف والأرشيف، وقاعة المستنسخات الجبسية، وقاعة التربية المتخفية والتي تنقسم بين الأفراد العادية وذوي الهمم، كما يضم المتحف مكتبة تضم 12ألف كتاب نادر، إضافة إلى الحديقة المتحفية الباثيو.