في مايو الماضي، اجتمع "قرني"، الشاب البالغ من العمر 22 عامًا، مع صديقه في منطقة نائية بقرية السعودية التابعة لمنطقة العياط بمحافظة الجيزة، بعدما وعده بتوفير فتاة لقضاء سهرة مشبوهة مقابل مبلغ مالي، لكنه استلم الأموال دون الوفاء بوعده.
"فين البنت.. لو مش هتيجي رجع لي فلوسي". تحول الخلاف بينهما إلى مشاجرة عنيفة تطورت سريعًا لتصبح جريمة قتل هزت أهالي قرية السعودية.
"عريس العياط" استغل وجودهما في عزلة داخل "عشة" زراعية وأشهر سلاحًا أبيض، لكن صديقه تمكن من انتزاع السلاح ووجه له طعنات قاتلة أودت بحياته.
"إلحقونا في واحد مدبوح!"، بهذه العبارة أبلغ أحد المارة عن اكتشافه لجثة قتيل وسط الزراعات بمركز العياط جنوب الجيزة في وقت متأخر من الليل. هرع الأهالي لنقل الجثة إلى المستشفى، لكنها وصلت جثة هامدة.
حالة من الترقب والقلق سادت مستشفى العياط المركزي، حيث توافد رجال الشرطة فور تلقي بلاغ بالواقعة من شرطة النجدة. انتقل رجال المباحث بقيادة العقيد محمد علي، مفتش مباحث فرقة العياط والبدرشين، إلى محل البلاغ للتحقيق.
تحريات ضباط قطاع الأمن العام بالتنسيق مع اللواء هاني شعراوي، مدير المباحث الجنائية، كشفت أن القتيل يدعى "أحمد.م" وشهرته "قرني"، متزوج منذ 5 أشهر، ومقيم بقرية السعودية. قُتل ذبحًا وتعرض لطعنات متفرقة بالجسم.
بدأ الرائد أحمد الملطاوي، رئيس مباحث العياط، ومعاونه الرائد باسم أبو الدهب، جمع المعلومات من خلال استجواب أسرة القتيل وشهود العيان، وتفريغ كاميرات المراقبة بخطوط السير المحتملة. كما تم فحص وجود أي خلافات بين المجني عليه وآخرين قد تكون دافعًا للجريمة.
أودعت الشرطة الجثمان في ثلاجة المشرحة تحت تصرف النيابة العامة، التي أمرت بالتشريح. وتم تحرير محضر بالواقعة تحت إشراف اللواء هشام أبو النصر، مدير أمن الجيزة.
استمرارًا للتحقيقات، أظهرت كاميرات المراقبة أن مكالمة هاتفية جمعت بين المجني عليه وصديقه قبل الحادث، حيث اتفقا على الالتقاء في مكان الواقعة، وهي "عشة" وسط أرض زراعية. بذلك، اتجهت أصابع الاتهام نحو الصديق.
بتقنين الإجراءات، تمكن الرائد باسم أبو الدهب، معاون أول قسم العياط، من القبض على المتهم. حاول المتهم إنكار الجريمة مدعيًا: "يا باشا دا صاحبي.. الله يرحمك يا قرني!"، لكن شهادات شهود العيان أكدت رؤيتهما معًا قبل الجريمة.
اعترف المتهم لاحقًا بجريمةه، موضحًا أن القتيل "ضحك عليا وأخد الفلوس.. وكان هيقتلني". وقال إن الخلاف اشتد بينهما بسبب الفتاة التي لم تظهر، ليشهر "عريس العياط" مطواة كانت بحوزته. بعد إصابته بجرح في اليد، انتزع المتهم المطواة ووجه له طعنات قاتلة ثم لاذ بالفرار.
أُحيل المتهم إلى المحاكمة، حيث بدأت أولى الجلسات في محكمة جنايات العياط. وفي جلستها الثانية اليوم الأربعاء، قررت المحكمة تأجيل النظر في القضية إلى 16 ديسمبر المقبل لاستدعاء الطبيب الشرعي لمناقشة التقرير المتعلق بالجريمة.