يرتقب أن يعقد وسيط المملكة، خلال الساعات القليلة المقبلة، اجتماعا حاسما مع أعضاء اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان بالمغرب.
ويعتبر هذا الاجتماع الأول من نوعه بين وسيط المملكة ولجنة الطلبة بعد إعفاء وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي وتعيين عز الدين الميداوي خلفا له.
وحسب ما أوردته مصادر مطلعة، فإن الاجتماع المرتقب سيكون حاسما، إذ سيناقش النقاط العالقة التي حالت دون التوصل لاتفاق بين الطلبة والوزير السابق، وفي مقدمتها تقليص سنوات الدراسة.
ويأتي هذا الاجتماع بعد تقديم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار مقترحا جديدا للطلبة المعنيين، يتضمن تطبيق دفتر الضوابط البيداغوجية الجديد (4+2) على الدفعات الجديدة فقط، مع إخضاع الدفعات الخمس الحالية لتكوين مدته ست سنوات (5+1) مع الحق في سنة من التداريب الاستشفائية التطوعية.
وإلى جانب ذلك، تضمن المقترح التراجع عن حل مكاتب ومجالس الطلبة، وكذا إحداث مرسوم جديد بخصوص مسالك الداخلية والإقامة، سيتم تطبيقه ابتداء من يناير 2025، علاوة على الرفع من التعويضات عن المهام.
وكان عز الدين الميداوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، قد عقد، يوم الأحد 27 أكتوبر المنصرم، اجتماعا مع ممثلي اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلية وطب الأسنان بالمغرب، بمقر وزارة التعليم العالي بالرباط، وذلك بحضور وزير الصحة والحماية الاجتماعية أمين التهراوي.
وأوضحت مصادر من اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة أن الوزير المعين حديثا على رأس وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار أكد اتجاهه للاستجابة لأغلب النقاط الرئيسية العالقة ضمن ملف طلبة الطب لإنهاء الأزمة التي عمرت لأزيد من عشرة أشهر.
ووفقا للمصادر نفسها، فقد تم خلال هذا الاجتماع التطرق إلى مختلف النقاط العالقة، والمتعلقة بمستقبل التكوين الطبي في المغرب، وتحسين ظروف الدراسة والتدريب، والتي تحول دون إيجاد مخرج للأزمة، مشيرة إلى الوزير ميداوي سيقوم بعقد لقاءات أخرى مع مختلف المتدخلين الآخرين ضمن هذا الملف للتدارس والتباحث.
وأبدى الوزيران، حسب المصادر ذاتها، تفهما لمطالب الطلبة واستعدادا لمواصلة العمل من أجل إيجاد حلول عملية وملموسة لباقي النقاط العالقة في أقرب الآجال، وذلك بعد عقد سلسلة من الاجتماعات مع كل من وسيط المملكة والعمداء والأساتذة.
وتأتي هذه المستجدات بعد سلسلة من الاحتجاجات والاعتصامات التي نظمها الطلبة في مختلف ربوع المملكة، آخرها ما سمي بـ”إنزال الرباط”، حيث احتج آلاف الطلبة قادمين من مدن مختلفة رفقة أولياء أمورهم أمام مقر البرلمان بالرباط، ما أسفر عن توقيف بعضهم.