جنوب أفريقيا تخفّف صدمة البريكس عن الرئيس تبّون.

 

قبيل انطلاق القمة السادسة عشرة لمجموعة البريكس المنعقدة يوم 22 أكتوبر الجاري في مدينة قازان الروسية، أدلى رئيس وفد جنوب أفريقيا لوكالة الأنباء الأمريكية ” بلومبرغ” وللصحفية اليومية المحلية ( دي صن) بالتصريح التالي :
( سنعارض كل محاولات إضعاف نفوذ بلادنا في أفريقيا إذا ما تمّت دعوة المغرب ونيجيريا للانضمام إلى منظمة البريكس)
هو تصريح مباشر وواضح ومعقول جدّاً من زاوية ان جنوب أفريقيا ترى أنّ مصالح بلدها وامتدادنفوذها وثقلها الاقتصادي داخل هذا التكتل مهدّدة من خلال دعوة نيجيريا والمملكة المغربية للانضمام إليه خاصّة وان بلدنا قد شارك في أشغال منتدى البريكس للشراكة من أجل الثورة الصناعية الجديدة 2024 المنعقد بمدينة شيامن شرق الصّين قبل شهر ونصف تقريبا..
هذا التصريح أيضاً هو بمثابة إعتراف ضمنيّ لأهمية بلدنا وتأثيره الإقتصادي والسياسي داخل الساحة الافريقية درجة ان أقوى اقتصاد بالقارة إلى حدود الأمس بات اليوم مهدّداً من خلال تحالف قوتين صاعدتين متحالفتين عبر أنبوب الغاز العابر لإحدى عشر بلد أفريقي قبل أن يصل المغرب نحو أوروبا
لكن هذا التصريح حين وصل إلى الجزائر.. وكالعادة سيتمّ صياغته بشكل يوحي للقارئ أن طلب المغرب للانضمام إلى البريكس حتّى هو قد رفض.. كما جاء في جريدة المجاهد ونقلت عنها التلفزة الجزائرية الدولية قدّمت الخبر بصيغة :
(.. وطلب المغرب حتّى هو قد رفض عبر” فيتو “ج أفريقيا)
فجملة ( حتّى المغرب) كبسولة طبية استشفائية لمرارة وحرقة رفض الجزائر السنة الماضية كما تساعد على تخفيف الصدمة عن الرئيس تبون من خلال تقاسم آثارها مع عدّونا الكلاسيكي المغرب
بعيدا عن ايّة مبالغة في هذا الوصف.. بل هي الحقيقة كما سمعها الوزير عطاف أثناء لقائه بالوزير الروسي سيرجي لافروف على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد أن طالبه برفض كذلك عضوية المغرب
إذا حاول الانضمام لهذا التكتل الاقتصادي،
حيث كان الردّ قاسياً وصادما :
(… بأن هذه الأخيرة لا تزال مترددة رغم توفرها على اقتصاد جيد و متنوع، لكنها لم تقدم إلى الآن أي ملف للانضمام إلى المجموعة و يبدو أنها لديها تصورها الخاص و تحاول أن تكون صاحبة المبادرة في بناء تحالفات تستجيب لطموحاتها (في إشارة إلى تحالف دول الساحل و التحالف الأطلسي الإفريقي) و تدرس بتأن إمكانية تقدمها بطلب لـ “بريكس”، و حتى الآن يبدو بأن الرباط غير مهتمة، و تريد فقط الحصول على الاستثمارات من “بريكس”
إنّ هذا التوضيح الروسي يتطابق تماما مع ما جاء في تصريح سابق السنة الماضية لوزير خارجيتنا السيد بوريطة على هامش رفض دعوة جنوب أفريقيا أثناء رئاستها للدورة الخامسة لمجموعة البريكس :
(.. المغرب يقيم، بالتأكيد، علاقات ثنائية هامة وواعدة مع الأعضاء الأربعة الآخرين للمجموعة بل تربطه بثلاثة منهم اتفاقيات شراكة استراتيجية”، مشدداً على أن مستقبل علاقات المغرب مع هذا التجمع “ستندرج في الإطار العام والتوجهات الاستراتيجية للسياسة كما حددها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله”.)
هذا هو الفرق بين طيّ ملف البريكس عند المغرب المرغوب فيه لدى المجموعة لانّه منشغل في بناء تكتل اقتصادي اطلسي مع الأمريكيتين ويتفاوض من هذا الموقع مع باقي التكتلات الاقتصادية العالمية الأخرى
وبين طيّ الملف عند الرئيس تبّون الغير المرغوب فيه والمنبوذ حتّى عند حلفائه داخل مجموعة البريكس..
وكيف يقبل نظام دولة موهوس ومتوجس من كل ماهو مغربي ولو كان گبّاصاً فهو جزء من المؤامرة الخارجية ضد الجزائر..
كيف يقبل هذا النظام العبيط وسط التجمعات الإقتصادية والإنسانية وهو منبوذ وسط محيطه الإقليمي والقاري بحكم نواياه الانفصالية
نظام ما فتئ يجتهد في بناء دولة فاشلة بتصدير أزماتها الداخلية نحو المغرب مستغلا بشكل بشع اية مناسبة ولو على صدر قميص نهضة بركان المزين بخربطة الوطن حتى الگويرة..
ذاك القميص الذي ما زالت أصداؤه تتردد في بلاطوهات هذا البلد بأسلوب تجييش الرأي العام للاحتفال بحصول الجزائر على مقعد بالمكتب التنفيذي للكاف كبداية لوضع حد لهيمنة المغرب وفوزي لقجع..
هذا ما بقى لهم من هامش انتصارات وهمية..
أمّا البريكس..والصحراء المغربية.. وانبوب الغاز المغربي النيجيري.. وفرنسا-إسبانيا ووو فهي هزائم لم تعد أدمغة عجزة المرادية قادرة على فهم واستيعاب درجة سرعتها.. لأنهم ما زالوا يحكمون بعقلية السوفيات في العهد البائد في الوقت الذي تتغير فيه الدول وتتحول تواصل الجزائر – بهؤلاء العجزة – سقوطها نحو قاع العالم

يوسف غريب كاتب صحفي

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق وزارة التربية الوطنية توجه مراسلة عاجلة إلى مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، في عهد الوزير الجديد
التالى الأخوان سفيان و وسام بوسري من أكادير يحلان رفقة رجال أعمال بالقصر الرئاسي بالسالفادور.