تبلغ العملات ذروة قيمتها عندما يتوقف إنتاجها، وهذا ما حدث مع البنس، بعد توقف دار سك العملة الأمريكية عن إنتاجه في نوفمبر، حيث باعت دار ستاكس باورز آخر البنسات التي تم سكها على الإطلاق في مزاد تاريخي بلغ 16.76 مليون دولار، وفقا لما نشره موقع news.artnet.

عُرضت 232 قطعة نقدية للبيع، جميعها عبارة عن مجموعات من ثلاث عملات، تتألف من بنسات تحمل علامة "Ω"  مما يدل على أنها آخر بنسات طُبعت، تضمنت كل مجموعة بنسين سُكّا في دار سك العملة في فيلادلفيا، أحدهما من الذهب عيار 24 قيراطًا، والآخر في دار سك العملة في دنفر، ووفقًا لدار المزادات، حققت المجموعة رقم 232، التي ضمت آخر البنسات التي سُكّت في كل مدينة، رقمًا قياسيًا كأغلى قطعة نقدية أمريكية حديثة، حيث بيعت بمبلغ 800 ألف دولار مقابل البنسات الثلاث.

المزاد الأكثر ربحية

يعد هذا المزاد الأكثر ربحيةً حتى الآن في تاريخ مزادات العملات الأمريكية، وكان مزاد ستاكس باورز قد سجّل الرقم القياسي السابق عام 2002 ببيعه عملة سانت جودنز المزدوجة (20 دولارًا) لعام 1933 مقابل 7.5 مليون دولار.

ويأتي مزاد الأسبوع الماضي بعد بيع شركة جريت كوليكشنز 10 عملات بنس نادرة عمرها 100 عام مقابل 1.1 مليون دولار عام 2022. وقد بيعت عملتان من فئة البنس تعودان إلى القرن الثامن عشر، سُكّتا قبل ولادة أبراهام لينكولن، مقابل 869,500 دولار  في مزاد هيريتدج عام 2016. وهذه هي الشراكة الخامسة بين ستاكس باورز ودار سك العملة الأمريكية.

دار سك العملة الأمريكية

بدأت دار سك العملة الأمريكية بتصنيع البنسات عام 1793، وظهر رأس امرأة، رمزًا للحرية، على النسخ الأولى التاريخية، المعروفة باسم "البنسات المتسلسلة"، وخلال القرن التاسع عشر، جربت دار سك العملة تصاميم مختلفة، بالإضافة إلى تركيبات معدنية متنوعة.

وفي عام 1909، ظهر أبراهام لينكولن لأول مرة على العملة، احتفالًا بما كان سيصبح عيد ميلاده المئة، وظلت صورته على العملة، أما البنسات الحديثة، فهي أصغر حجمًا من البنسات التاريخية، وتتكون من النحاس والزنك.

على مرّ العقود، تضاءلت الحاجة إلى البنس، وارتفعت تكاليف إنتاجه، وقد أعلنت دار سك العملة الأمريكية أن تكلفة إنتاج البنس الواحد تبلغ الآن 3.69 سنتًا، ووفقًا لإذاعة NPR ، ستوفر البلاد حوالي 56 مليون دولار أمريكي بوقف إنتاجه، ولا يزال بإمكان الأمريكيين استخدام البنس في معاملاتهم، لكن لن يتم تداول قطع جديدة منه.