عرضت لوحة بورتريه ذاتية للفنانة الرائدة أديليد لابيل-جيارد، التي عاشت في القرن الثامن عشر، في مزادٍ بدار تاجان للمزادات في باريس، وهي لوحة ذات أهمية تاريخية لم يسبق لها مثيل، وبفضل المزايدة الحماسية، تجاوز سعر هذه اللوحة الباستيلية التقدير الأولي الذي تراوح بين 300,000 و500,000 يورو (351,540 إلى 585,910 دولارًا أمريكيًا)، حيث بيعت بمبلغ 843,800 يورو (988,785 دولارًا أمريكيًا)، ولكن، مع انتهاء المزاد، صرخ أحد المزايدين، مدعيًا ملكية اللوحة التي تعود لعام 1782 لقصر فرساي، مستخدمًا قانونًا فرنسيًا يُعرف باسم " حق الشفعة" ، وفقا لما نشره موقع" news.artnet".
استعادة الكنوز الثقافية الوطنية
منذ عام 1921، منحت هذه السياسة المتاحف الفرنسية الحكومية صلاحية استعادة الكنوز الثقافية الوطنية من أيدي القطاع الخاص، ورغم أنها ليست ممارسة شائعة، إلا أنها ليست نادرة .
ففي عام 2020 ، صرّح إدوارد بابيه، أمين قسم النحت في متحف أورسيه، بأن فريقه يعقد اجتماعات اقتناء كل ثلاثة أشهر لمتابعة المزادات القادمة والأعمال الفنية التي قد يرغبون في شرائها، وتحدد المتاحف مسبقًا المبلغ الذي ترغب في دفعه مقابل القطعة الفنية، وإذا لم يتجاوز سعر البيع حدودها، يتدخل ممثلها، دون رفع السعر.
نشأة الفنانة لابيل جيارد
وُلدت الفنانة لابيل-جيارد عام 1749 لأبٍ باريسيٍّ يعمل في تجارة الأقمشة، في بيئةٍ كانت فيها النساء مُستبعداتٍ تمامًا من امتهان الفن، وكان الرسامون الذكور يُثبطون عن قبول الطالبات، ومع ذلك، قُبلت لابيل-غيارد في أكاديمية سان لوك في باريس، ودرست على يد أستاذ الباستيل في عصر الروكوكو، كوينتان دي لا تور.
كما تعلمت الرسم الزيتي من زوجها المستقبلي، فرانسوا-أندريه فنسنت، لتتمكن من الالتحاق بالأكاديمية الملكية، التي قبلتها عام 1783 كإحدى أوائل طالباتها، وبحلول ذلك الوقت، كانت لابيل-غيارد قد انفصلت عن زوجها وبدأت تكسب رزقها من عملها الفني.
تُذكر لابيل-غيارد اليوم بشكل أساسي بلوحاتها الملكية، ودفاعها القوي عن الفنانات، ومنافستها الشديدة مع الرسامة الفرنسية الشهيرة إليزابيث لويز فيجيه لو برون، وكانت لوحة "صورة ذاتية" التي اقتنتها فرساي مؤخرًا هي الشرارة التي أشعلت فتيل المنافسة بين هاتين الفنانتين الموهوبتين.
كما أوضحت بريدجيت كوين في سيرتها الذاتية عن لابيل-غيارد عام 2024 ، ظهرت هذه اللوحة لأول مرة في عدد عام 1782 من صالون المراسلات، وهو معرض أسبوعي للقطع الثقافية النادرة كان يشرف عليه كلود ماميس باهين دي شامبلان دي لا بلانشيري، المعروف ببذخه.
هناك، قارن بلانشيري بين بورتريه لابيل-غيارد الواقعي اللافت للنظر ولوحة لو برون الزيتية الحالمة " صورة ذاتية بقبعة من القش " (1782)، صوّرت كلتاهما نفسيهما وهما تحملان لوحات ألوان، وتبع ذلك مقارنات، ورغم الإشادة بعمل لابيل-جيارد، إلا أن لو برون حسمت المنافسة لصالحها.
الفنانة أديليد لابيل جيارد

















0 تعليق