لو أن لدى اسرائيل ذرة من الحسّ الانساني لما أقدمت على ارتكاب المزيد من المجازر في حق اللبنانيين المدنيين في بلدتي عين يعقوب في عكار وفي السكسكية - قضاء صيدا، وفي بعلشميه قضاء بعبدا، بحجة أنها تستهدف عناصر من "حزب الله"، أقلّه في اليوم، الذي انعقدت فيه القمة العربية - الاسلامية في الرياض، واليوم الذي تلاها. وكأنها أرادت أن توصل إلى ملوك ورؤساء وأمراء العالمين العربي والاسلامي رسالة مخضّبة بالدم اللبناني والفلسطيني في آن. ومضمون هذه الرسالة واضح، وإن كان أنين الأطفال المفجوعين لم يصل إلى أبعد من هذه البلدات وغيرها، التي تعرّضت وتتعرّض يوميًا لاعتداءات غاشمة.
فإسرائيل الماضية في تحدّي العالم كله أرادت في هذا اليوم بالذات أن تقول لقادة الدول العربية والاسلامية بأن لا شيء قادر على ردعها قبل أن تحقّق ما تدّعيه زورًا أهدافها في كل من قطاع غزة ولبنان، وهي أهداف لا تخجل في إخفائها، وتنطلق منها لتحقيق ما تدّعيه حقًا مكتسبًا، وهي القضاء على القدرة العسكرية لكل من حركة "حماس" و"حزب الله". وبذلك تكون تل أبيب قد أوصلت إلى العالمين العربي والاسلامي ما أرادت أن توصله، بعدما انتقلت من تحدّي القرارات الدولية ومحكمة العدل الدولية إلى تحدٍّ آخر.
ففي الوقت الذي كان فيه قادة ما يقارب المليار انسان مجتمعين في عاصمة المملكة العربية السعودية للبحث في ما يمكن اتخاذه من إجراءات عملية لردع إسرائيل كانت الصواريخ الاسرائيلية تنهمر على رؤوس اللبنانيين والفلسطينيين. وفي المقابل، فإن صواريخ "المقاومة الإسلامية" لم تقصّر في ايلام المناطق المستهدفة من فلسطين المحتلة.
عندما قيل بأن قمة الرياض هي الفرصة الوحيدة لإنقاذ لبنان من براثن إسرائيل جاء الردّ على هذا القول غير متطابق مع ما صدر عن ممثلي ما يقارب المليار عربي ومسلم، ومفاده أن العدو لا يفهم إلاّ باللغة نفسها، التي يحاول فرضها في الميدان لتحسين شروطه التفاوضية. إلا أن ما جاء في مقررات القمة العربية والإسلامية الاستثنائية يؤكد مرة جديدة وقوف هذا الجزء من العالم مع الحق ضد الباطل، ومع المظلوم ضد الظالم. فالوضع العسكري، الذي تحاول إسرائيل فرضه على كل لبنان، لم يعد يُطاق. وقد حظي باهتمام جميع قادة العالمين العربي والإسلامي، الذين سجلوا خطوات متقدمة في مجال دعم ما طالب به رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في كلمته، التي وصفت بأنها كانت "حفرًا وتنزيلًا"، ووضعت الأصبع على الجرح، ورسمت خارطة طريق لإخراج لبنان من محنه المتعددة، خصوصًا أنه كان موفقًا في تظهير هول الكارثة غير المسبوقة، والتي تهدّد حاضره ومستقبلَه. وأورد الارقام التفصيلية لما تسبَّبَ به العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان من خسائر إنسانية فادحة ونازحين وآثار اقتصاديَّة بلغت وفقًا لتقديرات البنك الدوليّ ثمانية مليارات و500 مليون دولار. وقال: "يبقى الأساس هو وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان فوراً وإعلان وقفٍ اطلاقِ النار، وإرساءِ دعائمِ الاستقرارِ المستدامِ، مع تأكيد التزام الحكومةً اللبنانية الثابت والراسخ بالقرار الدولي الرقم 1701 بكل مندرجاته وتعزيز انتشار الجيش في الجنوب وبالتعاون الوثيق مع القوات الدولية لحفظ السلام، والعمل على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل الحدود المعترف بها دوليا".
وقد جاء اللقاء الذي عُقد بين الرئيس ميقاتي وبين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بمثابة تأكيد على أن المملكة السعودية لن تترك لبنان يواجه وحيدًا ما يتعرّض له، وأنها ستعود إلى لعب دورها التاريخي، التي سبقت أن أدّته في كثير من المحطات المفصلية في تاريخ الأزمات المتوالية التي عاشها اللبنانيون ولا يزالون يعيشون مرارتها.
ما لمسه الرئيس ميقاتي من هذه القمة هو سعي جدّي في مسار حشد موقف عربي واسلامي موحد يدعم وقف إطلاق النار ويغلب الديبلوماسية، مما يؤشّر إل إمكانية أن تشكّل مقرراتها خارطة طريق ستوضع تفاصيلها أمام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي سبق له أن تعهدّ في حملته الانتخابية بالعمل على وقف الحرب على لبنان وغزة. لكن أبرز ما لفت في البيان الختامي الأهم والأبرز أن القمة شددت على أمرين ملحّين هما الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية ودعم الجيش باعتباره الضامن لوحدة البلاد.
Advertisement
ففي الوقت الذي كان فيه قادة ما يقارب المليار انسان مجتمعين في عاصمة المملكة العربية السعودية للبحث في ما يمكن اتخاذه من إجراءات عملية لردع إسرائيل كانت الصواريخ الاسرائيلية تنهمر على رؤوس اللبنانيين والفلسطينيين. وفي المقابل، فإن صواريخ "المقاومة الإسلامية" لم تقصّر في ايلام المناطق المستهدفة من فلسطين المحتلة.
عندما قيل بأن قمة الرياض هي الفرصة الوحيدة لإنقاذ لبنان من براثن إسرائيل جاء الردّ على هذا القول غير متطابق مع ما صدر عن ممثلي ما يقارب المليار عربي ومسلم، ومفاده أن العدو لا يفهم إلاّ باللغة نفسها، التي يحاول فرضها في الميدان لتحسين شروطه التفاوضية. إلا أن ما جاء في مقررات القمة العربية والإسلامية الاستثنائية يؤكد مرة جديدة وقوف هذا الجزء من العالم مع الحق ضد الباطل، ومع المظلوم ضد الظالم. فالوضع العسكري، الذي تحاول إسرائيل فرضه على كل لبنان، لم يعد يُطاق. وقد حظي باهتمام جميع قادة العالمين العربي والإسلامي، الذين سجلوا خطوات متقدمة في مجال دعم ما طالب به رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في كلمته، التي وصفت بأنها كانت "حفرًا وتنزيلًا"، ووضعت الأصبع على الجرح، ورسمت خارطة طريق لإخراج لبنان من محنه المتعددة، خصوصًا أنه كان موفقًا في تظهير هول الكارثة غير المسبوقة، والتي تهدّد حاضره ومستقبلَه. وأورد الارقام التفصيلية لما تسبَّبَ به العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان من خسائر إنسانية فادحة ونازحين وآثار اقتصاديَّة بلغت وفقًا لتقديرات البنك الدوليّ ثمانية مليارات و500 مليون دولار. وقال: "يبقى الأساس هو وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان فوراً وإعلان وقفٍ اطلاقِ النار، وإرساءِ دعائمِ الاستقرارِ المستدامِ، مع تأكيد التزام الحكومةً اللبنانية الثابت والراسخ بالقرار الدولي الرقم 1701 بكل مندرجاته وتعزيز انتشار الجيش في الجنوب وبالتعاون الوثيق مع القوات الدولية لحفظ السلام، والعمل على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل الحدود المعترف بها دوليا".
وقد جاء اللقاء الذي عُقد بين الرئيس ميقاتي وبين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بمثابة تأكيد على أن المملكة السعودية لن تترك لبنان يواجه وحيدًا ما يتعرّض له، وأنها ستعود إلى لعب دورها التاريخي، التي سبقت أن أدّته في كثير من المحطات المفصلية في تاريخ الأزمات المتوالية التي عاشها اللبنانيون ولا يزالون يعيشون مرارتها.
ما لمسه الرئيس ميقاتي من هذه القمة هو سعي جدّي في مسار حشد موقف عربي واسلامي موحد يدعم وقف إطلاق النار ويغلب الديبلوماسية، مما يؤشّر إل إمكانية أن تشكّل مقرراتها خارطة طريق ستوضع تفاصيلها أمام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي سبق له أن تعهدّ في حملته الانتخابية بالعمل على وقف الحرب على لبنان وغزة. لكن أبرز ما لفت في البيان الختامي الأهم والأبرز أن القمة شددت على أمرين ملحّين هما الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية ودعم الجيش باعتباره الضامن لوحدة البلاد.