Advertisement
اوحى عفيف امس في مؤتمر صحافي عقده في الضاحية الجنوبية بأن الحزب لم يتلق اي مبادرة او مسودة اتفاق، ما يعني ان كل الاحاديث الحالية لا يعيرها الحزب اي اهتمام، كما اكد ان الميدان هو الذي قد يفرض على اسرائيل التراجع وعقد التسوية، بمعنى ان التصعيد قد يكون الحل الوحيد لمراكمة الخسائر على حكومة بنيامين نتنياهو ودفعها للموافقة على وقف اطلاق النار وفق القرار الدولي الرقم1701 من دون اي تعديل وهذا هو اقصى ما قد يقدمه الحزب في هذه المرحلة.
التطور الثاني هو قيام "حزب الله" بالتصعيد من خلال الرشقات الصاروخية التي يطلقها بإتجاه المستوطنات والمدن في الداخل المحتل، اذ اطلق الحزب وللمرة الاولى هذا العدد من الصواريخ. ففي الرشقة الكبيرة الاولى اطلق الحزب خمسين صاروخا بإتجاه مدينة الكرمائيل ومن ثم رشقة من تسعين صاروخا استهدف فيها كريوت وحيفا وعكا، وهنا اراد الحزب ايضا ايصال اكثر من رسالة ميدانية.
في الايام الماضية تقصّد الحزب اطلاق الصواريخ من الحافة الحدودية اي انه اراد القول للمستوطنين ان المعركة البرية فشلت وان القوات الصاروخية والبنى التحتية للحزب لا نزال ملاصقة للحدود، وهذا الامر يزيد من ازمة التهجير لدى المستوطنين، كما يزيد الضغط على الحكومة الاسرائيلية ويظهر فشلها في حل المشكلة في الشمال في ظل استمرار التصعيد المتبادل والحديث عن قرب انتهاء العملية.
كذلك فإن الحزب قد يكون يستدرج الجيش الاسرائيلي الى عمل بري واسع لان ذلك يمكنه ان يعيد التوازن الى المعركة بشكل كبير، خصوصا اذ غرق الجيش في مستنقع جنوب لبنان وتعرض لضربات كاسرة ومؤذية جدا، عندها فقط ستتآكل الانجازات التي تحققت بعد اغتيال قادة الصف الاول وعلى رأسهم امين عام الحزب السيد حسن نصرالله..
في الساعات الاخيرة، وبالتوازي مع الاحاديث المتزايدة عن امكانية الوصول الى تسوية، عاد الاعلام الاسرائيلي ليتحدث عن استمرار القتال وان الحسم لا يمكن أن يكون منقوصاً بل يجب استغلال الفرصة والقضاء على "حزب الله" بالضربة القاضية بالرغم من الضغوط الدولية والاقليمية التي تتعرض لها اسرائيل لوقف اطلاق النار..