في مشهد دموي ومؤلم، يواجه سكان مدينة الهلالية في شرق ولاية الجزيرة بالسودان أوضاعًا مأساوية نتيجة هجمات وحصار تفرضه ميليشيا الدعم السريع منذ نهاية أكتوبر الماضي. في حصيلة مؤلمة، لقي 216 شخصًا مصرعهم نتيجة العنف المستمر، حيث بات المدنيون يُقتلون برصاص مباشر أو يموتون بسبب نقص الغذاء والرعاية الصحية.
وتزامنًا مع استمرار الحصار، نقل مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" عن ممارسات مروعة تتخذها الميليشيا، بما في ذلك احتجاز مدنيين في ظروف قاسية، ما أثار موجة غضب محلية ودولية. وأفادت وزارة الخارجية السودانية بتعرض الهلالية لمذبحة راح ضحيتها ما لا يقل عن 120 مدنيًا خلال أيام قليلة، محذرة من أفعال الميليشيا التي وصفتها بأنها جرائم إبادة جماعية تستدعي تحقيقات دولية وملاحقات قانونية.
رسالة إلى المجتمع الدولي: دعوة إنسانية لإنقاذ الهلالية
وجّه أبناء الهلالية المقيمون في الخليج العربي نداءً إلى العالم طالبين فيه تدخل المجتمع الدولي لإنقاذ مدينتهم من شبح الموت والحصار. في بيانهم، طالبوا بفتح تحقيق حول أسباب حالات التسمم التي تنتشر بين السكان وتفاقم الوضع الإنساني نتيجة الحصار، مشيرين إلى الوضع الخطير في مدينة أم ضوا بان القريبة والتي قد تواجه كارثة مماثلة.
وفي ظل هذه الأوضاع، أكدت لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن فرض عقوبات على اثنين من قادة ميليشيا الدعم السريع، بتهم تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان وزعزعة الاستقرار في السودان، في خطوة تُعتبر إحدى محاولات المجتمع الدولي للحد من التصعيد الحاصل.
الهلالية بين الحياة والموت: مطالب عاجلة للإنقاذ
يستمر أبناء الهلالية في مناشدة المنظمات الإنسانية للتدخل فورًا، مطالبين بتصنيف ميليشيا الدعم السريع كجماعة إرهابية وملاحقة قادتها، مؤكدين أن ما يجري في مدينتهم لا يعبر فقط عن جريمة حرب بل هو أبشع صور الجرائم الإنسانية التي عايشها التاريخ.