Advertisement
الصورة بشكل عام باتت واضحة وجلية بشأن أماكن النزوح، التي تعد البعض منها أماكن باردة، خاصة في المناطق المرتفعة عن سطح البحر مثل عاليه وصوفر وبحمدون، حيث يوجد هناك اكثر من 13 الف نازح، بالاضافة إلى مناطق أخرى مثل البقاع والشمال. وحسب المصادر، فإن جهات دولية قد أبلغت قلقها من اقتراب موسم البرد، خاصة بالنسبة إلى الأطفال، الذين في حال لم يتم تأمين ما يلزم من تدفئة، فإنّ الامر، بحسب المصادر، قد يتسبب بأمراض خطيرة لهؤلاء ستنتشر داخل مراكز الإيواء.
المصادر أشارت إلى أن عددا كبيرًا من المدارس التي تضم النازحين لا تزال تستخدم الصوبيا لتأمين التدفئة لطلابها خلال أوقات الدوام المدرسي. وما يبقى عائقًا أمام عملية تامين التدفئة بالتوالي هو تأمين المازوت، والعمل على توفيره بشكل متواصل.
وفي معلومات حصل عليها "لبنان24" فإن عملية تأمين المازوت بدأ عدد كبير من الجمعيات تولي مهامها، خاصة في المناطق التي تعلو 600 متر عن سطح البحر. وتشير المعلومات إلى أنّ الامر لن يتوقف فقط على تأمين المازوت، إذ من المتوقع أن تقدم الجمعيات مدافئ الغاز والكهرباء (خاصة في المدارس التي تعتمد على الطاقة الشمسية) كما وتكفّل عدد من أصحاب المولدات بتأمين الكهرباء وبشكل مجاني خلال فصل الشتاء لساعات محددة، وذلك لتشغيل هذه المدافئ. كما وتوضح المعلومات أن العمل داخل بعض الجمعيات شارف على خواتيمه بالنسبة لتأمين السجاد السميك الذي سيقي النازحين من برودة أرض المراكز المتدنية، بالاضافة إلى تأمين الملابس الشتوية السميكة، خاصة للأطفال والنساء.
وفي وقت لا تزال الجهات المعنية تعمل على إيواء جميع النازيحن المتواجدين على كورنيش المنارة في بيروت، اكّدت المصادر أنّه مع اقتراب موعد ارتفاع أمواج البحر، فإنّ كافة الخيم لن تكون مستعدة لتحمل ضربات الموج الباردة، وحسب مصادر "لبنان24"، فإنّه تمت المباشرة بتنفيذ خطة شاملة تقي النازحين برد الشتاء. وحسب المصادر فإن هيئة الطوارئ الحكومية قد باشرت اتصالاتها مع عدد من الهيئات والمؤسسات الإنسانية استعدادا لمواجهة فصل الشتاء، حيث لا يقتصر الامر على الهيئات المحلية فقط.
أما في البقاع فالوضع ليس أفضل، وفي جولة لـ"لبنان24" على بعض المراكز، أعرب معظم النازحين عن حاجتهم الضرورية والطارئة للثياب الشتوية، هذا عدا عن وسائل التدفئة، بالاضافة إلى المياة الساخنة، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن هذا الامر لا يقاس أيضا على الخدمات الاخرى إذ إنّ مراكز الإيواء والاحزاب والجهات المسؤولة عنها تعمل بشكل يوميّ على توفير كافة الاحتياجات، إلا أنّ موجات البرد القاتلة في هذه المناطق دفعت بالنازحين إلى التحذير المبكر وتسليط الضوء على المعاناة الصعبة المقبلة.