أثار روبرت ف. كينيدي الابن، الداعم البارز للمرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب، جدلًا كبيرًا بعد إعلانه عبر منصة "إكس" عن نية ترامب إزالة الفلورايد من مياه الشرب في الولايات المتحدة فور توليه المنصب. ويعتبر كينيدي أحد الشخصيات المعروفة بدعمها لنظريات غير مثبتة حول قضايا الصحة العامة، وادعى أن هذا القرار يأتي ضمن جهود ترامب وزوجته، ميلانيا، لجعل أميركا "صحية من جديد".
وتجدر الإشارة إلى أن إضافة الفلورايد إلى مياه الشرب العامة تعد واحدة من الإنجازات الكبرى في مجال الصحة العامة في القرن العشرين. ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يساعد الفلورايد على تقوية الأسنان وتقليل تسوسها، وذلك من خلال تعويض المعادن التي تفقدها الأسنان أثناء الاستخدام الطبيعي. لكن تصريحات كينيدي لاقت تباينًا بين مؤيد ومعارض، وأثارت الجدل بشأن مصداقية هذه القرارات وتأثيرها الفعلي على الصحة العامة، خاصة أن كينيدي كان معروفًا بدعمه لمزاعم دحضت مرارًا بشأن سلامة اللقاحات وصحة الإجراءات الوقائية الأخرى.
موقف حملة ترامب
لم تصدر حملة ترامب بيانًا رسميًا حول هذه التصريحات، ولم يؤكد أحد من المتحدثين باسمه أو من كبار مستشاريه بشكل قاطع صحة نية ترامب في اتخاذ قرار بإزالة الفلورايد. وصرحت دانييلا ألفاريز، المستشارة البارزة لحملة ترامب، أن "الرئيس ترامب تلقى مجموعة متنوعة من أفكار السياسات، لكنه يركز الآن بشكل أساسي على الانتخابات القادمة". ورغم ذلك، فإن التصريحات غير المتوقعة من كينيدي أثارت تفاعلات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها البعض علامة على اضطراب في سياسات ترامب، الذي سبق له أن أعلن عن قرارات سياسة مفاجئة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ردود فعل الخبراء على تصريحات كينيدي
لم يمر هذا التصريح دون ردود فعل من المختصين، إذ عبّر العديد من الخبراء في مجال الصحة العامة عن قلقهم إزاء الأثر المحتمل لمثل هذا القرار، والذي قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات تسوس الأسنان بشكل كبير في حال إزالة الفلورايد من المياه. ورأى البعض أن تصريحات كينيدي غير مسؤولة، لا سيما وأنه سبق له الترويج لنظريات تم دحضها حول آثار اللقاحات الصحية، مما يثير تساؤلات حول مصداقية آرائه ومقترحاته.
تأثير التصريحات على سياسة ترامب المحتملة
يشير الخبراء إلى أن سياسات ترامب في ولايته السابقة تميزت بإصدار قرارات مفاجئة، وغالبًا ما يتم الإعلان عنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وكان هذا الأسلوب غير التقليدي في صنع السياسة يثير الجدل، سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها، ويجعل من الصعب على المؤسسات المختصة مواكبة الخطوات غير المتوقعة التي يتم اتخاذها.
ومع اقتراب موعد الانتخابات، قد يُنظر إلى إعلان كينيدي كجزء من استراتيجية استهداف فئات معينة من الناخبين الذين يتبنون وجهات نظر نقدية تجاه السياسات التقليدية في مجال الصحة العامة، أو المتشككين في إجراءات الحماية التي تقدمها الحكومة.
احتمالات ما بعد الانتخابات
بالنظر إلى هذا النوع من التصريحات، هناك تخوف من أن يتم اتخاذ قرارات تتعلق بالصحة العامة دون دراسة كافية للآثار طويلة المدى، إذا ما تم تنفيذ هذا النوع من السياسات. ويبقى السؤال حول مدى الجدية التي يمكن أن يتخذها ترامب بشأن هذا القرار بعد الانتخابات، وفي حال توليه منصب الرئاسة مجددًا.