متى ستنتهي "حرب لبنان"؟

شروط عديدة تُطرح حالياً لإنهاء حرب لبنان مع إسرائيل من دون حسمٍ واضح لمآلات المعركة التي يشهدها جنوب لبنان، فالجيش الإسرائيلي يواصل عمليته البرية بينما "حزب الله" لم يتوقف عن القتال وتنفيذ العمليات.

Advertisement

ما يجري حالياً هو أن الميدان هو الذي يتحدّث بالتوازي مع المساعي الدبلوماسية، وتكشف المعلومات أنّ "حزب الله" يتعامل بـ"ليونة" مع الطروحات "المقبولة بالنسبة له"، والتي لا تمنحُ الإسرائيلي ضمانات "غير منطقية" تساهم بفرض سطوة أو هيمنة يحلمُ بها منذ سنوات طويلة.
إزاء ذلك، فإنّ "نهاية حرب لبنان" ستبدأ منذ اللحظة التي يُعلن فيها "حزب الله" موافقته الكاملة على الشروط المرتبطة بمسودة الاتفاق، علماً أن مسألة انسحابه من الحدود الأمامية كبندٍ أساسي مطروح ضمن الصفقة، لا تعني انتقاصاً من وجوده هناك، فالحزب في الأصل، لم يكن متواجداً بشكل علني في منطقة جنوب الليطاني، ما يعني أن انسحابه وتنازله عن هذا "الوجود العلني" لن يكون صعباً طالما أنه يرتبط بجزئية الظهور.
لكن على المقلب الآخر، فإن إسرائيل ومن خلال عمليتها البرية ضد لبنان، تمنح نفسها السبيل للانسحاب من الحرب، فهي تعتبرُ أن إغلاقها لبعض الأنفاق التابعة للحزب هناك، هي مؤشر على أن قدرة الأخير على تنفيذ اقتحامات ضد مستوطنات الجليل أمرٌ بات صعباً، خصوصاً أن البنى التحتي الملاءمة لذلك قد تم تحييدها.
السبب هذا هو ما يدفع إسرائيل للبحث نوعاً مع عن مخرج من الحرب، بينما الأمر الأهم هو أن ضغوط الميدان التي يمارسها "حزب الله" هي التي كرّست معادلة انتقال إسرائيل من مرحلة فرض الشروط القاسية إلى مرحلة أخرى تجري عبرها عمليات تقديم التنازلات تحت ضربات عسكرية يتم إسداؤها بشدّة في جنوب لبنان من قبل "حزب الله".
ما سرّع أكثر في اقتراب إسرائيل من مناقشة تسوية ما غير محسومة هو الضربات التي تلقاها الإسرائيليون من قبل الحزب وخصوصاً تلك التي تم تصويرها بشكل واضح. هنا، تقول مصادر معنية بالشأن العسكري لـ"لبنان24 "إن نشر "حزب الله" مقاطع فيديو لعمليات الاستهداف تكشف عن جانب عملياتي كبير يحافظ على ذاته، وأضافت: "الفيديوهات المنشورة تؤكد أن لدى الحزب السيطرة الواضحة في الميدان، كما أن صواريخه التي تستهدف الدبابات وتنقل الصورة الفعلية، ساهمت في التأثير على العملية التفاوضية من دون أدنى شك، وذلك لأن الرأي العام الإسرائيلي سيرى أن الإستهدافات موثقة والخسائر مسجلة وبالتالي فإن الغرق في رمل لبنان سيكون صعباً جداً".
إذاً، ما يتبين من كل هذه الأمور هو أن الحل بات يقترب شيئاً فشيئاً، علماً أن الوسيطين الأميركييين آموس هوكشاتين وبريت ماكغورك سيباشران اعتباراً من اليوم دراسة التسوية بين تل أبيب ولبنان، وما الضربات الأخيرة التي حصلت إلا دليل إشارة على أن "حزب الله" مستعد لإيذاء إسرائيل أكثر، في حين أن انهاء الحرب لا يكون إلا بشروطه، وذلك وفق ما قال الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم.
إنطلاقاً من كل ذلك، فإن الرهان يبقى على آليات التطبيق الفعلية لوقف إطلاق النار، بينما السؤال الأهم هو التالي: هل تستلزم به إسرائيل حقاً؟ ما هي الضمانات التي سيحصل عليها لبنان مقابل هذا الالتزام وكيف سيتم تسييلها؟ الإجابة لاحقاً...
 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق زاهي حواس يطلق حملة شعبية لاستعادة تمثال رأس نفرتيتي من ألمانيا
التالى هذه هي وصية البابا للبنانيين... وهذا ما أراد سماعه من الراعي