التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" يقول إنَّ "الجيش الإسرائيلي نجح في إقامة دفاعات عميقة تسمح لسكان المستوطنات الإسرائيلية الواقعة على طول الحدود بعيش حياة كريمة"، وأضاف: "في قرية الغجر الحدودية، يدور نزاع منذ 25 عاماً حول سيادتها بين ثلاث دول وهي إسرائيل، لبنان سوريا".
وأكمل: "سابقاً، كانت الأمم المتحدة قررت تقسيم القرية إلى قسمين، شمالها في لبنان وجنوبها في إسرائيل. إلا أنه قبل هجوم السابع من تشرين الأول 2023 بفترة طويلة، بنى القرويون سياجاً حول الجزء الشمالي من القرية، ما أدى فعلياً إلى ضمها بالكامل إلى السيادة الإسرائيلية. والآن، قرّر القرويون القيام بعمل من شأنه أن يقوّض على الأرجح استقرار عناصر حزب الله في جنوب لبنان".
وتابع: "لقد بدأ المجلس المحلي لقرية الغجر ببناء جسر فوق مصب نهر الحاصباني الذي يمرّ بمحاذاة القرية. هذا الجسر، الذي يجري تشييده منذ أيام، هو جسر معلق، وسيشكل معلماً سياحياً فريداً، وسيُبنى بأرضية زجاجية شفافة، وسيكون بمثابة منصة مراقبة مطلة على نهر الحاصباني، الذي يمثل الحدود مع لبنان، حيث يمكن من خلاله رؤية الأراضي اللبنانية".
وأضاف: "كان منبع نهر الحاصباني لعقود مكاناً شديد الخطورة، وفي أوائل سبعينيات القرن الماضي، أُطلق على المنطقة المقابلة للقرية اسم (فتح لاند)، بعد أن استقر الفلسطينيون الذين طُردوا من الأردن هناك وشنوا عمليات ضد المستوطنات في الجليل انطلاقاً من جنوب لبنان".
وأضاف: "خلال تسعينيات القرن الماضي، عمل أعضاء حزب الله على ضخ المياه من النبع الذي يغذي نهر الحاصباني بهدف تعطيل تدفق نهر الأردن. وبعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان، تم ربط خط أنابيب بالنبع، والذي ضخ كميات كبيرة من المياه لصالح قرى جنوب لبنان".
وتابع: "مباشرةً بعد انضمام حزب الله إلى القتال ضد إسرائيل في 8 تشرين الأول 2023، قام الجيش الإسرائيلي بتخريب وتفجير خط الأنابيب اللبناني. إلا أنه بعد وقف إطلاق النار، أُعيد توصيل خط الأنابيب تحت إشراف عناصر اليونيفيل الذين أقاموا نقطة تفتيش بجوار النبع".
وذكر التقرير أن "فكرة بناء الجسر الزجاجي المعلق طُرحت قبل سنوات، لكن الواقع الأمني، الذي يمكن فيه لحزب الله أن يقنص أي شخص يقف على الجسر في أي وقت، جعل الفكرة مجرد حلم بعيد المنال بالنسبة للمسؤولين في القرية".
وأكمل: "لكنّ تغيّر الواقع الأمني حوّل الحلم إلى حقيقة. فبعد أعمال التخطيط، بدأت الأعمال الميدانية قبل أيام، إذ تمّ حفر نفق في الجرف فوق الحاصباني، ووُضع هيكل من الحديد والخرسانة ليكون قاعدة الجسر. في الوقت نفسه، بدأ بناء الجسر نفسه في مصنع للمعادن، ومن المتوقع أن يتمّ إنشاؤه خلال شهر إلى شهر ونصف تقريباً فوق الحاصباني، باتجاه لبنان".
ومن المقرر، وفق التقرير، أن يتم افتتاح مقهى بجوار الجسر بالإضافة إلى معالم سياحية أخرى، في حين أنه ليس هناك من اسم مُحدد للجسر حالياً، لكنَّ الجيش الإسرائيليّ يُطلق عليه اسم "جسر النصر" والذي يُرجح أن يتم اعتماده.
من ناحيته، يقول المقدم "د"، قائد الكتيبة 7106 الاحتياطية في الجيش الإسرائيلي، إنّ "أنشطة القوات الإسرائيلية خلال العامين الماضيين أحدثت تغييراً جذرياً في مستوى الأمن لسكان الجليل"، ويضيف: "إن رؤيتكم هنا الآن للمسافرين والسياح الذين يزورون المنطقة بأكملها، والذين يأتون إلى قرية الغجر لمشاهدة تدفق نهر الحاصباني بقوة إلى إسرائيل، هو، من وجهة نظرنا، نصرٌ ومكافأةٌ للعمليات التي نفذناها هنا".












0 تعليق