تقرير لـ"Middle East Eye": لماذا يجب على ترامب التوقف عن دفع أجندة إسرائيل في لبنان؟

لبنان24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
ذكر موقع "Middle East Eye" البريطاني أنه "يبدو أن نقاشاً داخلياً في السياسة الأميركية قد نشأ حول استراتيجية واشنطن تجاه لبنان. وفي مقابلة أجريت معه مؤخرا، وجه المستشار الرئاسي الأميركي السابق آموس هوكشتاين انتقادات غير مباشرة إلى ما وصفه بالتركيز المفرط من جانب إدارة دونالد ترامب على نزع سلاح حزب الله، وقال: "لنكن واقعيين بشأن ما يمكننا تحقيقه. إن أفضل طريقة لمواجهة حزب الله ليست التركيز على نزع سلاحه فحسب، بل القيام بذلك على مسارين: بناء الاقتصاد لجذب الاستثمارات ودعم القوات المسلحة اللبنانية". وحذّر هوكشتاين من أن الضغط المفرط على الدولة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله قد يُنذر بإشعال حرب أهلية، كما حثّ المجتمع الدولي على دعم جهود إعادة الإعمار في لبنان".

Advertisement


وبحسب الموقع، "تأتي تصريحات هوكشتاين بعد أن وصف السفير الأميركي في تركيا والمبعوث الخاص إلى لبنان وسوريا توم برّاك لبنان بأنه "دولة فاشلة" لأنه لم ينزع سلاح حزب الله بعد، ووصف الزعماء السياسيين في البلاد بأنهم "ديناصورات". وقد تُفهم تصريحات هوكشتاين على أنها تحذير من أن هوس إدارة ترامب بنزع سلاح حزب الله بسرعة هو ما يُهدد بتحويل لبنان إلى دولة فاشلة. ورغم أن لبنان يُصنف أصلًا ضمن فئة "الدولة الضعيفة"، إلا أن النهج الحالي قد يُطلق العنان لفوضى شاملة".

وتابع الموقع، "من جانبه، أصدر حزب الله بيانًا يؤكد رفضه القاطع للمحادثات اللبنانية الإسرائيلية. إلا أن هذا البيان، الذي صدر بعد أن أعلن الرئيس جوزاف عون الأسبوع الماضي أن الخيار الوحيد لإنهاء الأعمال العدائية هو إجراء محادثات مع إسرائيل، لا ينبغي اعتباره رفضًا قاطعًا لكل المفاوضات. ولاحقًا، صرّح مسؤول في حزب الله لمجموعة من العلماء والصحفيين بأن الحزب كان يشير تحديدًا إلى محادثات "سياسية"، ملمّحًا إلى أن المحادثات "غير السياسية" قد تكون مقبولة، كما أشار المسؤول إلى أن أي محادثات يجب أن يكون لها هدف نهائي واضح. ولعل الأهم من ذلك هو أن بيان حزب الله يشير إلى بند في اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في تشرين الثاني 2024 والذي يحظر على الجماعات المسلحة في لبنان تنفيذ عمليات ضد إسرائيل، وهو في الواقع رد على مزاعم إسرائيل بأن الحزب قد ينفذ ضربات هجومية عبر الحدود في المستقبل".

وأضاف الموقع، "نظراً للنهج البراغماتي الذي يتبعه حزب الله على ما يبدو، فمن الحكمة أن تستمع إدارة ترامب إلى نصيحة هوكشتاين وتظهر المزيد من المرونة بشأن نزع السلاح، بينما تضغط في الوقت عينه على إسرائيل لوقف هجماتها المستمرة على لبنان، والتي تصاعدت بشكل حاد في الأيام الأخيرة. ومن شأن القيام بذلك أن يزيد من فرص إقامة نوع من "السلام البارد" الدائم من خلال المحادثات التي ترعاها الولايات المتحدة، وهذا من شأنه أن يعزز مكانة إدارة ترامب في المنطقة، لا سيما في ظل حالة الصراع القائمة منذ زمن طويل بين لبنان وإسرائيل. ومن المؤكد أن أهمية هذا الإنجاز تنافس هدفًا آخر لإدارة ترامب: التطبيع بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، اللتين لم يكن بينهما أي صراع في المقام الأول. كما ومن شأن السلام البارد أن يخدم المصالح الأميركية وخططها المستقبلية على نطاق أوسع. فواشنطن تبني حاليًا مبنى سفارة جديدًا في بيروت، سيكون ثاني أكبر مبنى في العالم بعد السفارة الأميركية في بغداد. ومن المنطقي إذن أن نستنتج أن لبنان سيكون له دور حيوي في السياسات الأميركية المستقبلية في المنطقة، مما يمنح واشنطن مصلحة راسخة في استقراره".

وبحسب الموقع، "على النقيض من ذلك، فإن تحول لبنان إلى دولة فاشلة تخوض حرباً أهلية من شأنه أن يقوض الخطط الإقليمية الأميركية المستقبلية، في حين يضيف إلى سجل واشنطن الكئيب في المساهمة في خلق دول فاشلة في العراق وأفغانستان وليبيا وأماكن أخرى. إن فشل الدولة في لبنان من شأنه أن يهدد إرث الرئيس الأميركي دونالد ترامب أيضاً، وخاصة في ما يتصل بتهديد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). يُولي التنظيم الإرهابي، الذي يزدهر في الدول الفاشلة، أهميةً خاصة لبلاد الشام، كما يتضح من جهوده لإعادة الظهور في العراق وسوريا، وستُمثل الفوضى في لبنان فرصةً ذهبيةً لداعش لترسيخ وجوده في البلاد لتحقيق أهدافه الإقليمية".

وختم الموقع، "نظرا لهذه العوامل، فمن المنطقي تماما أن تنأى واشنطن بنفسها عن النهج الذي تفضله إسرائيل تجاه لبنان، والذي يستلزم التركيز الحصري على نزع سلاح حزب الله. وفي حين أن وجود دولة فاشلة غارقة في صراع أهلي بجوارها قد يكون مقبولاً بالنسبة لإسرائيل، مما يعزز ذريعتها للتوسع الإقليمي، فإن هذا السيناريو لن يخدم المصالح الأميركية ولا إرث ترامب الشخصي".

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق