ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنه "في الأيام الأخيرة، تزايدت الشائعات حول تصعيد وشيك في القطاع الشمالي، لكن الواقع أكثر تعقيداً".
وينقلُ التقرير عن البروفيسور أماتيسيا برعام، الخبير في شؤون الشرق الأوسط من جامعة حيفا، صورة مُعقدة للوضع، موضحة أن "شائعات التصعيد بين لبنان وإسرائيل صادرة من مصادر أميركية، وهي تحمل في طياتها دلالات، ولكن ليس كما تُصوّرها وسائل الإعلام"، وأضاف: "هناك تصعيد، ولكنه محدود جداً من جانبنا".
وأوضح برعام أنَّ "الأميركيين، بقيادة مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاص إلى لبنان، توم براك، يدركون الوضع جيداً"، مشيراً إلى أن "الجيش اللبناني يبذل جهوداً لتفكيك أسلحة حزب الله وكشف الخنادق والمواقع في جنوب الليطاني"، وتابع: "لكن خارج الليطاني، الوضع مُختلف تماماً، وفي كل أنحاء لبنان لا شيء يحدث أو يكادُ يكونُ معدوماً".
ويوضح برعام أن "الجميع يريد الشيء نفسه في لبنان، أي أنهم يريدون نزع سلاح حزب الله، ليس فقط جنوب الليطاني، بل في كل أنحاء لبنان"، وتابع: "في المقابل، هناك عائق إيراني وحزب الله يقول إنه يموت ولن يسلم سلاحه".
الخبير الاسرائيليّ يلفت إلى أن "الاستراتيجية الأميركية الحالية هي استراتيجية الشرطي الصالح والشرطي الفساد"، وتابع: "الأميركيون وحتى الفرنسيين يقولون إنهم الشرطي الصالح، وهم يعدون لبنان بمليارات الدولارات لإعادة الإعمار.. في المقابل، هناك الشرطي الفاسد وهي إسرائيل التي تهدد بتصعيد الحرب ضد حزب الله إذا لم ينزع سلاحه".
وذكر برعام أنَّ هناك سيناريوهين مُحتملين للمضي قدماً، وأضاف: "الأول هو تصعيد دراماتيكي، حيث تعمل إسرائيل، بموافقة أميركية، على القضاء على حزب الله قدر الإمكان وإضعافه، حتى تتمكن الحكومة والجيش في لبنان من البدء بالتحرك بقوة".
في المُقابل، يعترف برعام قائلاً: "لا أعلم إن كانت إسرائيل تريد السير في هذا الاتجاه.. يكمن الخطر في أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى قصف مدن مثل الجليل وحيفا.. أما الخيار الثاني فهو حرب تلفزيونية".
ويقترح برعام أن "ترسل الحكومة اللبنانية شرطة عسكرية مصحوبة بجميع قنوات التلفزيون العالمية، إلى إحدى قواعد حزب الله الرئيسية في بيروت أوالبقاع، وتطالبها بمصادرة الأسلحة الثقيلة".
إلى ذلك، تقول برعام إنّ إسرائيل غاضبة من النتائج الجديدة في لبنان والتي تُشير إلى أنّ المسألة تحولت من نزع سلاح "حزب الله" إلى إعادة تسليحه في غضون أشهر.
بدورها، أشارت رندا سليم، الخبيرة في حل النزاعات، إلى أن "الجيش اللبناني غير مهتم أو راغب في الدخول في مواجهة عسكرية مع حزب الله"، واصفة الوضع بأنه "منطقة رمادية" حيث لا تملك الحكومة أي خطط ملموسة لمنطقة الليطاني الشمالية.
وبحسب التقرير، "يُبرز هذا الوضع صعوبة قمع جماعة راسخة تحظى بدعم شعبي واسع، كما هو الحال في غزة، حيث تقاوم حماس مطالب نزع سلاحها وتسليم السلطة، وهي شروط وُضعت ضمن صفقة الرئيس ترامب لإنهاء الحرب في غزة".













0 تعليق