الانقسام السياسي: خطر كبير يهدّد السلم الأهلي

تتزايد وتيرة الانقسام السياسي الذي تظهّر بوضوح مع فتح جبهة الإسناد للمقاومة الفلسطينية من جنوب لبنان خصوصاً مع توسّع الحرب، إذ إن التطورات الميدانية ساهمت في رفع مستوى الانقسام والاشتباك السياسي والاعلامي بين القوى والأحزاب المحليّة.

Advertisement


 هذا الانقسام الذي يتوجّس بعض القوى السياسية من أن يتّخذ مساراً حاداً، ترى مصادر مطّلعة بأنه لا بدّ من وضع حدّ له لأنه، وفي حال طالت مدّة الحرب، قد يمهّد على المدى الطويل لنوع من الاشكالات الداخلية بين النازحين وأهالي بعض المناطق التي نزحوا اليها، وذلك بسبب التحريض الكبير الذي ينشأ عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام ومن بعض الوجوه الاعلامية التي تتصدّر المشهد اليوم. 

وبالعودة الى الانقسام الحالي، تقول المصادر بأنه يشكّل بحدّ ذاته انقساما خطيرا في السياسة، بحيث لا يمكن مقارنته بالانقسام الذي كان سائداً عام 2006 حين كان بين المسيحيين اضافة الى جزء من السنّة وبين جزء كبير من الشيعة مقابل الغالبية السنية وقسم وازن من المسيحيين والقوى الدرزية الاساسية، بمعنى أن الانقسام لم يتخذ شكلاً طائفياً بل كان سياسياً صافياً. 

أما الانقسام اليوم، فهو بحسب المصادر ذو طابع طائفي بحت، إذ إن غالبية السنة والشيعة يؤيدون القضية الفلسطينية وجبهات الاسناد الداعمة لغزّة المُحاصرة ودخول "حزب الله" الحرب على أساسها. يُضاف الى هؤلاء أيضاً الموقف السياسي الدرزي الوازن والذي يمثل الغالبية العظمى من الدروز، الذين يؤيدون، ضمن ضوابط محددة، ما يقوم به "حزب الله" بوجه اسرائيل.

 في مقابل هؤلاء هناك قوى المعارضة التي تشكّل غالبية مسيحية والتي ترفض بشكل قاطع وحاد منطق جبهات الاسناد، في الوقت الذي يقف فيه "التيار الوطني الحر" الى حدّ كبير في دائرة المعارضة ضد المعركة المفتوحة من الجنوب اللبناني مع الاحتفاظ "بخطّ الرجعة" مع "الحزب" من خلال مواقف متّزنة الى حدّ ما حول مبدأ العداء لاسرائيل واستقبال النازحين. 

لكن، وفي في كل الاحوال فإنّ هذا الانقسام من شأنه أن يشكّل خطراً حقيقياً على السلم الأهلي في حال استمرّ الاستثمار فيه اكثر من ذلك عبر وسائل الاعلام.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق في بيروت.. مدرسة ونازحون من دون كهرباء ليلاً
التالى "عبر الجو".. لبنانيون ينزحون إلى هذه الدولة